في ظل تزايد الضغوط الإعلامية بضرورة تفعيل دور إدارات وأقسام الرقابة على الأغذية، روجت الإدارة العامة للطب الوقائي لوزارة الصحة في ولاية الخرطوم بشكل مكثف للأمر الذي أصدرته قبل أيام بإغلاق مطعم ( فينيسيا ) الكائن في شارع النيل، بموجب مخالفات صحية بالمطعم، قالت إن إدارة صحة البيئة بمحلية الخرطوم قد رصدتها وهي حسب الخطاب الذي طالعناه عبارة عن 16 مخالفة صحية في المطعم ( الراقي ) والغالي والذي لا يقترب من بوابته إلا المقتدرين والمرفهين الذين يريدون تناول وجبات ( خمس نجوم ).. ثم راجت أنباء أمس بأن المطعم عاد ليباشر عمله ( في أمانة الله ).. وليس هذه هي القضية المحبطة بالنسبة لنا كصحافة ظلت تنادي بإلحاح لتفعيل لوائح ضبط صناعة وبيع الأغذية.. لكن المحبط حقا ًأن تبدأ وزارة الصحة عملها و( فلاحتها ) بالمطاعم ذات النجوم الخمس وليست تلك المسماه بالمطاعم الشعبية والكافتريات التي تهرس أغذيتها الفاسدة بطون طلاب الجامعات والعمال والموظفين، ويشاركهم في كل سندوتش رهط من الذباب، وقبله جولات من الحشرات والصراصير وكل ( القرف الفي الدنيا ) ..! بدأتم بمطعم (خمس نجوم) وتركتم تلك ولا أدري لماذا..؟ لا أريد أن أفسر فقد أفقد الموضوعية لو تشككت الآن في نوايا البداية بالمقلوب ..!! لكن الذي أريد تأكيده أن السواد الأعظم من المواطنين ليسوا من رواد مطاعم (الخمس نجوم).. هم يأكلون من تلك التي تسمى مجازاً وتجاوزاً مطاعم، وهي في الحقيقة تفتقد لأدنى ضوابط الصحة، وكما قال أحدهم إن رواد مطاعم (الخمس نجوم) على الأقل يمتلكون قدرة على العلاج من التسمم، فابدأوا بالمطاعم التي يعجز روادها عن توفير قيمة الدواء والعلاج.. ثم تدرجوا بشكل موضوعي ومنطقي حتى تصلوا إلى تلك المطاعم السياحية.. صححوا قائمة عملكم حسب مقتضيات الحالة .. فتقريركم عن ذلك المطعم السياحي كونكم رصدتم فيه (16) مخالفة رغم ما نفترضه فيه من رقي ونظافة وانضباط، فإن ذلك يعني أن عدد المخالفات في بعض المطاعم الشعبية قد تصل إلى أرقام لا نهائية .. المطاعم في الخرطوم بالمئات، بل لا يخلو شارع من بائع طعام وسندوتشات.. هل جميعها تخضع لرقابتكم ولو كانت تخضع.. كيف تسمم طلاب النيلين.. وماذا فعلت إدارة الرقابة المعنية عندما تسمم عشرات الطلاب من كفتريا في جامعة النيلين.. وماذا فعلوا في التسمم الجماعي في دنقلا.. وماذا فعلوا حين تسمم عدد من الحضور في اجتماع المؤتمر الوطني مؤخراً.. وما اسم المطعم الذي زودهم بالأطعمة.. هل كل تلك التسممات مصدرها ( فينيسيا )..! ولماذا أعلنتم عن اسم هذا المطعم تحديداً ولم تعلنوا عن اسم أي مطعم آخر أو كافتريا أخرى من قبل .؟؟ أسئلة كثيرة وغير مريحة تحلِّق وتلف في فضاء قضية (فينيسيا) .. أما هذه الملاحظات فقد قصدنا منها التنبيه بأن يكون تفعيل الرقابة على قاعدة حماية المواطنين وتطبيق القانون على الجميع حتى لا تكون هناك مساحة للشكوك.. وتكون رقابة الأغذية كلمة حق يراد بها الحق وليس أي شيء أو هدف آخر.. وقصدنا دفعكم لتصحيح ترتيب القائمة المقلوبة حسب تقديرنا.. وقصدنا أن ننبهكم لذكاء المواطن السوداني اللمَّاح.! شوكة كرامة: لا تنازل عن حلايب وشلاتين. جنة الشوك - صحيفة اليوم التالي
