*وتستدعي ذاكرتنا - عند نهاية كل عام - قصة ذات صلة بالتهاني.. *فهذه هي أيام تجمع سحب التبريكات في سماوات بلادنا لتنهمر زخات مفردة (مبروك) بغزارة مطر الخريف.. *وأصل الحكاية أن زوج ابنة خالنا الراحل (انشطر) قلبه إلى عدة زيجات مع (انشطارٍ) في أعشاش الزوجية.. * وعقب كل انشطار جديد تبادر حماته إلى تهنئته قائلة على مضض (مبروك يا ولدي).. * وفي المرة الرابعة لم تنس واجب المجاملة إلا أنها أضافت إليها عبارة صارت مما يُروى من طرائف داخل العائلة.. * فبعد أن مدت إليه يدها مهنئة استطردت قائلة (إلا يا ولدي تِعبنا والله من قولة مبروك دي!).. * وفي الأيام القادمة سيحتفل المهدي بعيد ميلاده - ربنا يطِّول في عمره- ليسمع ما درج على سماعه سنين عددا (مبروك يا الإمام).. * سيتلقى التهاني رغم أن حزبه انشطر - كما قلب زوج ابنة خالنا - إلى أحزاب صغيرة .. * وتخيَّرت الإنقاذ من لا تُرى أحجامهم السياسية بالعين المجردة- من المنشطرين هؤلاء- لتستوزرهم نكاية في المهدي.. * ويدفع الشعب ثمن النكاية هذه فارهات ومرتبات و امتيازات وسفريات ونثريات .. *ويطرب كل واحد من مستوزري الغفلة هؤلاء لكلمة (مبروك!) ... *والأمر ذاته ينسحب على الحزب العتيق الآخر بزعامة الميرغني.. * وفي الأيام القادمة- كذلك - سيحتفل السودان بعيد استقلاله ليسمع الذي اعتاد على سماعه منذ عبارة الأزهري الشهيرة (لا فيه شق ولا طق).. * سيسمع التبريكات هذه- السودان- رغم إنه انشقَّ و انطقَّ و (انشطر!) ولم يعد هو ذاك الذي غنى له وردي (اليوم نرفع راية استقلالنا).. *وفي الأيام القادمة - أيضاً - سيتلقى الولاة المعينون التهاني ذاتها التي سمعوها من قبل .. *سمعوها - قطع شك - عند تعيينهم وزراء أو سفراء أو مستشارين أو رؤساء مفوضيات أو حتى في مناصبهم هذه نفسها .. *ونحن من جانبنا - ونيابة عن أبناء شعبنا المسكين - نبارك لهؤلاء وفي القلوب (انشطار!).. *انشطار بعدد هموم مشاكلنا الحياتية والمعيشية والسياسية والاجتماعية و (النفسية !).. *وبكل ما في قلب زوجة خالنا من (الحرقة) تلك نقول لهم : مبروك .. *ثم لا ننسى أن نضيف (إلا تعبنا والله من قولة مبروك دي !!). بالمنطق - صلاح الدين عووضة صحيفة الصيحة