صرح الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الجلسة الافتتاحية لقمة الأمريكتين الخامسة المنعقدة في ترينيداد وتوباجو بإن بلاده تسعى لفتح "صفحة جديدة" من العلاقات مع كوبا، كما تسعى إلى تكوين "شراكة متكافئة" مع كل دول القارتين الأمريكيتين الشمالية والجنوبية وتابع أوباما :" أدرك أن هناك مشوار أطول يتعين القيام به للتغلب على عقود من انعدام الثقة ولكن توجد خطوات سريعة نستطيع القيام بها في اتجاه يوم جديد". وأضاف الرئيس الأمريكي:" لا يمكن أن نسمح بأن نكون أسرى لخلافات الماضي.. إنني مستعد لجعل إدارتي تشارك الحكومة الكوبية بشأن مجموعة كبيرة من القضايا.. ابتداء من حقوق الإنسان وحرية التعبير والإصلاحات الديمقراطية إلى المخدرات والهجرة والقضايا الاقتصادية". واستطرد اوباما:" أشرت على مدى العامين الماضيين -وأكرر اليوم- انني مستعد لجعل ادارتي تشارك الحكومة الكوبية بشأن مجموعة كبيرة من القضايا.. ابتداء من حقوق الانسان وحرية التعبير والاصلاحات الديمقرطية الى المخدرات والهجرة والقضايا الاقتصادية". وجاءت كلمة أوباما أمام 33 زعيمًا اخر من نصف الكرة الأرضية بعد يوم واحد من اعلان الرئيس الكوبي راؤول كاسترو ان حكومته مستعدة للتحدث بشأن "كل شيء" مع الولاياتالمتحدة بما في ذلك السجناء السياسيين وحرية الصحافة. وقوبلت كلمات الرئيس الأمريكي حول كوبا بتصفيق حار، تبع تصفيقا آخر بعد مصافحة أوباما للرئيس الفنزويلي هوجو شافيز، أحد أكثر منتقدي واشنطن شراسة في المنطقة. ومن جانبه ، قال شافيز للصحفيين عقب ذلك :" الرئيس أوباما رجل ذكي ويختلف عن السابق". وسأل الصحفيون في وقت لاحق اوباما عما قاله لشافيز فقال:" قلت له كيف حالك؟". ومن جانبها ، دعت رئيسة الأرجنتين كريستينا فرنانديز الرئيس أوباما إلى رفع الحصار "الجائر" عن كوبا التي لا يوجد لها تمثيل في القمة بعد وقف عضويتها عام 1962 تحت ضغط أمريكي. وكان متوقعا أن تعرب العديد من دول أمريكا اللاتينية أمام أوباما عن رغبتها في إنهاء الحظر الأمريكي المفروض على الجزيرة الشيوعية منذ 1962. وكان متوقعا أن يهيمن على أعمال القمة إلى جانب قضايا الاقتصاد والأمن والتغير المناخي، مستقبل العلاقات بين واشنطن وبعض بلدان أميركا اللاتينية خاصة منها كوبا وفنزويلا. يذكر ان العلاقات الدبلوماسية بين الولاياتالمتحدةوكوبا مقطوعة منذ عام 1959 عندما قامت الثورة في هافانا بقيادة فيدل كاسترو. وتعد هذه القمة -التي تصنف معظم الدول المشاركة فيها ضمن الدول الفقيرة- فرصة قيمة لأوباما لالتقاء زعماء أمريكا اللاتينية ودول الكاريبي لتقديم رؤية جديدة لعلاقة ظلت متهمة من شعوب أمريكا اللاتينية بأنها كانت تجنح إلى الهيمنة أكثر منها إلى التعاون.
