قتل ما لا يقل عن 177 شخصاً في هجمات على قرى قبائل النوير «اللاوا»، شنها رجال من قبيلة المورلي مطلع الاسبوع الحالي، وتعاني لجان تحقيق مشتركة بين حكومة الجنوب والاممالمتحدة في الوصول الى مناطق الاحداث جراء الوحل والامطار الغزيرة. وشن المهاجمون غارة ضارية فجر السبت الماضي على 16 قرية للنوير، ولقي العديد من الاطفال حتفهم غرقا اثناء عبورهم النهر، هربا من النيران العشوائية. وقالت مصادر ل»الصحافة» ان حكومة الولاية عقدت اجتماعا طارئا امس بحثت فيه تداعيات الأزمة وقررت ان تباشر اللجنة القانونية في تقصي الحقائق عملها لمعرفة اسباب القتال بين القبيلتين والخطوات التي يمكن اتخاذها لمعالجة الاحداث. من جانبه، كشف الناطق الرسمي لقطاع الجنوب بالحركة الشعبية بول أكوت، ان منطقة الاحداث تشهد هدوءا حذرا، مؤكدا ان اللجنة القانونية التي شكلت لتقصي الحقائق باشرت مهامها لمعرفة ملابسات الهجمات وستكشف نتائجها خلال ايام، وقال ل»الصحافة» ان اللجنة تعمل لتحديد اسباب الخلافات بين القبيلتين، مشيرا الى ان مسؤول الحركة بالولاية اكد ان الاوضاع تحت السيطرة. وقال محافظ منطقة اكوبو دوياك شول ان السلطات عثرت بالفعل على 177 جثة، حتى مساء الاحد الماضي، وتوقع ان يرتفع العدد الى اكثر من 300 عندما يتم الانتهاء من فحص جميع الاماكن، واضاف شول «بحلول الرابعة من مساء امس كان فريقنا عثر بالفعل على 177 جثة» وزاد «نتوقع اكثر من 300 عندما يتم الانتهاء من فحص جميع الاماكن.» واوضح محافظ اكوبو ان المعارك الاخيرة استهدفت الاشخاص»وليس المواشي»، موضحاً ان نحو 500 من مسلحي المورلي فتحوا النار بصورة عشوائية على النوير انتقاماً للهجوم السابق عليهم. واشار الى ان الهجوم قام به نحو 500 مسلح مستهدفين البشر وليس الماشية، وتابع «كانوا يطلقون النار دون تمييز.. كان عملا انتقاميا»، ولم يحدد المسؤول كم من القتلى ينتمون الى النوير وكم منهم ينتمون الى المورلي، لكنه قال ان قرى النوير غير المسلحة لم تبد مقاومة تذكر، موضحا انه في واحدة من القرى الستة عشر التي تم تدميرها غرق العديد من الاطفال في نهر بينما كانوا يحاولون الفرار من المسلحين، واضاف ان الهجمات بدأت قبيل فجر يوم السبت الفائت. من جانبه، افاد المتحدث باسم الجيش الشعبي مالاك ايوين اجوك، ان قواته لم تتمكن من التحقق من عدد القتلى لكنه قال «لن يكون أقل من 60 قتيلا». وقال مسؤول الاممالمتحدة في الجنوب ديفيد قريسلي ان فريقاً منها سيتوجه اليوم الى المنطقة لاجراء تحقيق حول الهجوم، وتقديم المساعدات الانسانية، واضاف ان فريق تقييم مبدئي اصغر ارسل يوم السبت ولكنه لم يتمكن من التحقق من عدد القتلى. وتصاعدت في المنطقة موجة الغارات على الماشية والهجمات المضادة، حيث قتل في مارس الماضي نحو 453 شخصاً من قبيلة المورلي معظمهم من الاطفال والنساء، في هجمات نفذها مسلحون من النوير، بعد ان اتهموا المورلي بسرقة «200» ألف من مواشيهم. ودعا تقرير حول هجمات مارس اعده فريق مشترك من وكالات الاممالمتحدة الى ان تزيد بعثة المنظمة الدولية في السودان دورياتها في المنطقة، وان تزيد الدعم لمسؤولين محليين في محاولة لتحسين الموقف الامني المتداعي. وتضررت ولاية جونقلي حيث تتمتع شركة توتال الفرنسية بحقوق تنقيب عن البترول بسبب الغارات على الماشية وجرائم القتل المرتبطة بها، والتي تسببت في انقسامات عرقية. وعبر محللون دوليون وكذلك مسؤولون في حكومة الجنوب عن مخاوفهم من ان هذه الاشتباكات تعرقل السلام، كما تبقي على مناخ انقسامي قبل الانتخابات العامة المزمع اجراؤها في عام 2010، واستفتاء حول استقلال الجنوب في عام 2011م.