المدينة التي كانت آمنة.. هادئة.. لا يعكر صفوها.. إلا رصاص انقلابات الشمولية.. وتلك الإعدامات التي لا يراها الناس إلا (صوراً) بعد حدوثها.. الغرفة (505) .. حديث المدينة ...؟! * حدث ما حذرنا منه.. وكتبنا عنه.. وأصبح (القلم) مستهدفاً.. لأنه قلم يبحث عن الحقيقة.. ويكشف خطل القول.. وبؤس التفكير.. ويكشف زبانية التكفير.. في زمن التفكير..!! * عثمان ميرغني.. أستاذ.. يحمل درجة علمية عالية.. ومهنية أعلى.. اقتحمها بعلمه.. واجتهاده.. نحترمه ونحبه.. رغم اختلافنا في الكثير من رؤاه السياسية.. واجتهاداته المجتمعية.. ونتفق معه في أن ما تبقى من السودان.. ما زال كبيراً ويستحق أن نعمل من أجله.. بكل قوة (قلم).. وفكر.. وثاقب رأي من أجل أن يتبوأ له مكاناً تحت شمس الحضارة.. ومراقي التقدم.. لأنه لا أحد في الدنيا.. كل الدنيا.. يملك وحده مفاتيح الحقيقة.. وصائب الرأي والقول..!! * دخلت السيارتان.. ذواتا الدفع الرباعي.. إلى قلب الخرطوم.. وركابها الملثمون منهم.. والظاهرين.. انتشروا في ردهات صحيفة (التيار).. فعلوا ما فعلوا.. كما صار معروفاً للناس.. وأصبح (حديثاً للمدينة).. صاحب حديث المدينة.. الذي كان يحدثهم.. ويحاول جاهداً أن يتوخى لهم الحقيقة.. ويفتح بصائرهم إلى الخبايا.. والخفايا.. والأسرار.. ومواطن الفساد.. التي لا تشبه حتى معاطن (الإبل).. بل أن الأخيرة.. رائحتها أفضل.. وأسمى.. والإبل ليست (بفاسدة).. لأن القرآن الكريم تحدث عن معجزة خلقها.. ولذلك أن العرب يحترمونها.. ويعلون من قدرها.. حتى اليوم.. ومعاطن الفساد الأخرى لحمتها.. وسداها.. هذا الإنسان..؟! * الغرفة ( 5۰5 ).. أصبحت حديث المدينة.. المدينة التي كانت آمنة.. هادئة.. لا يعكر صفوها.. إلا رصاص انقلابات الشمولية.. وتلك الإعدامات التي لا يراها الناس إلا (صوراً) بعد حدوثها.. المدينة التي كانت تسهر.. وتتسامر ببراءة الحب.. وتفتح العقول.. في دور السينما الراقية.. والمقاهي الأنيقة.. والمسرح والحدائق الجميلة.. والمتنزهات (المبسوطة) على مدار اليوم.. وخاصة في نهاية الأسبوع.. * (المدينة).. التي وحدت العرب والمسلمين.. في ليلة (أم كلثوم).. ودعمت مصر بخيراتها ورجالها بعد نكسة يونيو.. حتى ابتسم عبدالناصر ودمعت عيناه فرحاً.. وهو خارج من الهزيمة.. متسلحاً بمعنويات أهل السودان (الكبير).. مدينة كان يغشاها.. ويخشاها (نزار قباني) في لياليه الشعرية.. ويحبها (الأبنودي) فرحاً بها.. ويحملها (الطيب صالح) أينما ارتحل..!! * (مدينة).. ضحك فيها بعد سنين الملك فيصل وهو يصافح عبدالناصر.. في منزل محمد أحمد محجوب.. وأطفئت بحبها للجميع نيران حرب اليمن.. وكانت ضاحية الخرطوم ( ۲).. محط أنظار العالم.. * كانت (مدينة) للفن الأصيل.. والأناقة.. والرياضة ونجومها الأفذاذ.. والذاكرة بحمد لله تحفل بالكثير من جمالياتها.. ورجالها.. وكرائم نسائها.. واجتهادات فتيانها.. وفتياتها في شتى ضروب ومعارف الحياة..؟! * (مدينة).. حمت ظهر (السادات).. وهو يعبر قناة السويس.. وشاركت في حماية الضفة الغربية لهذه القناة.. بعد التحرير المشهود في حرب أكتوبر.. (نعم) مدينة لها خيرها على كل العرب.. ومحط أنظار الأقاليم المجاورة.. بل والعالم.. لطيبة أهلها.. وتعدد ثرواتها.. * و.. و.. الكثير الذي تحفل به المدينة.. وكل السودان (الكبير) يومها.. قبل ذلك اليوم.. وذلك الشهر.. وما حدث في تلك السنة..!! * .. فيوم (التاتشرات).. والعصي والكلاشات.. يوم مشهود.. سجله التاريخ من ضمن ما سجل في (أسفار) هذا البلد.. وكل ما نرجوه من الشرطة المزيد من الاجتهاد لأنها (الوحيدة) التي تعرف ما تحت (حجارة) المدينة.. وبين أجحارها.. وهي قادرة على ذلك بإذن لله حتى لا يكون (ذلك) اليوم له ما بعده.. رغم أننا حذرنا منه كثيراً..؟!! * أيها العزيز.. أنت أكبر من الفعل.. وأسمى من رد الفعل.. والحقيقة لابد أن تمشي يوماً بين الناس.. وفي طرقات المدينة.. وتكون حديثاً للمدينة.. أنت أهل لها.. * ألف سلامة.. الكل في انتظارك.. ولا يهمك.. السودان بألف خير.. فقط (قليلاً) من الصبر..؟! صحيفة الجريدة