قالت مصادر داخل تنظيم أنصار الشريعة الليبي، ليل السبت الأحد، إن أحمد الزهاوي، القيادي بالتنظيم وأحد أشقاء مسؤول عام التنظيم محمد الزهاوي، قتل في اشتباكات جرت منذ مساء السبت في مدينة بنغازي، شرقي البلاد. وأوضح أحد أفراد التنظيم لوكالة لأناضول، طالبا عدم الكشف عن هويته، "لقد استشهد الشيخ أحمد الزهاوي شقيق المسؤول العام الشيخ محمد الزهاوي خلال معارك بمنطقة بوعطني في بنغازي مع الطواغيت"، حسب وصفة. وكانت اشتباكات مسلحة تجددت منذ مساء يوم السبت في منطقة بوعطني بين قوات الصاعقة بالجيش الليبي، المؤيدة ل"عملية الكرامة" التي أعلنها المتقاعد خليفة حفتر قبل شهور، وبين منتسبي مجلس ثوار مدينة بنغازي (كتائب ثوار) مدعوما بمسلحين من تنظيم أنصار الشريعة. وأسفرت هذه الاشتباكات عن مقتل 26 شخصا جلهم من المدنيين، إضافة إلى إصابة أكثر من 80 آخرين حالة بعضهم حرجة، وفق تصريح سابق للأناضول من مسؤول بوزارة الصحة الليبية. وحسب مراسل الأناضول في بنغازي، فإن وتيرة الاشتباكات تصاعدت خلال الساعات الاولي من صباح اليوم الأحد بعد تراجع حدتها مساء السبت. إلى ذلك رصد المراسل نزوح العشرات من أهالي منطقة بوعطني، التي تدور بها الاشتباكات المسلحة، هربا من القذائف العشوائية التي تتطاير في المكان دون الوقوف على وجهتهم القادمة. ودشن اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر في 16 مايو/ أيار الماضي عملية عسكرية أسماها "عملية الكرامة" قال إنها ضد كتائب الثوار (تابعة لرئاسة أركان الجيش) وتنظيم أنصار الشريعة بعد اتهامه لهم ب"التطرف والإرهاب والوقوف وراء تردي الأوضاع الأمنية وسلسلة الاغتيالات بالمدينة"، فيما اعتبرت الحكومة تحركات حفتر "انقلابا على شرعية الدولة". وأصبحت قوات الصاعقة بالجيش الليبي طرفا في هذا الصراع بعد إعلان آمرها (قائدها) العقيد ونيس بوخمادة، في مايو / آيار الماضي، تأييده تحركات حفتر ضد كتائب الثوار وتنظيم أنصار الشريعة. ووقعت اشتباكات مسلحة، صباح الاثنين الماضي، بين قوات اللواء 319 التابع للجيش الليبي مدعوما من وحدات قوات الصاعقة، وكلاهما مؤيد لتحركات حفتر، وبين مسلحين تابعين لمجلس ثوار مدينة بنغازي مدعوما بمسلحين من تنظيم أنصار الشريعة في منطقة بوعطني بمدينة بنغازي، قبل أن تتجدد تلك الاشتباكات مساء اليوم ذاته في المنطقة نفسها مخلفة 30 قتيلا وأكثر من 86 جريحا، حسب ما قاله مسؤول ليبي للأناضول في حينها. كما أسفر تجدد تلك الاشتباكات ليلة الأربعاء الماضي في المنطقة ذاتها عن سقوط 9 قتلى إضافة إلى 44 جريحا، وفق مصادر طبية تحدثت للأناضول آنذاك. وفي ظل النزاع في ليبيا فإنه من الصعوبة بمكان تحديد الجيش الليبي الرسمي أو وحداته في ظل صراع مسلح بين مجموعات مسلحة تنتمي جلها لرئاسة أركان هذا الجيش. وتعاني مدينة بنغازي شرقي البلاد من وضع أمني مزرٍ للغاية متمثل في تكرار الاشتباكات المسلحة بين عدة مجموعات متصارعة فيما تستمر في المدينة منذ ثلاث سنوات سلسلة الاغتيالات لعناصر الجيش والشرطة ونشطاء وإعلاميين، بينما تزيد القذائف العشوائية المتساقطة على منازل المدنيين بشكل متكرر بسبب الصراع من تردي الوضع الأمني في المدينة. بنغازي (ليبيا) / معتز المجبري / الأناضول -