دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، داعيا إلى محاسبة "كل من ارتكب جريمة" من أطراف الصراع في غزة التي اعتبرها "مكانا غير آمن لسكانه". جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي بمقر الأممالمتحدة، اليوم، حين قال إن "غزة باتت مكانا غير آمن لسكانها"، مشيرا إلى أن "استمرار الحصار والمعاناة في غزة سيلحق ضررا بالمدنيين". وشدد على ضرورة محاسبة مرتكبي الجرائم، قائلا "المئات من القتلى في غزة هم مدنيون وأغلبهم أطفال ويجب محاسبة كل من ارتكب جريمة من جميع جهات الصراع". ودعا إلى "هدنة إنسانية غير مشروطة"، ووقف فوري للقتال، ومن ثم بحث الأمور الأخرى العالقة، قائلا إن الأممالمتحدة "لا تستطيع رؤية الناس تقتل بهذه الطريقة"، واعتبره عمل "غير أخلاقي". حث كي مون من يتحملون المسئولية على الابتعاد عن الاستفزاز أو التسبب في مزيد من العنف المأساوي للمدنيين هناك. وشدد على أن "أن الإسرائيليين والفلسطينيين يتحملون مسئولية تتخطى وقف الأعمال العدائية، لتشمل بدء حوار جاد يعالج الأسباب الجذرية للصراع"، معتبرا أن ذلك "هو السبيل الوحيد لإنهاء الحلقة المفرغة من العنف والمعاناة". وأوضح بان كي مون أن الأسباب الجذرية للصراع تعني "إنهاء الحصار المفروض على غزة والاحتلال القائم منذ نحو نصف قرن بما يعني أيضا ضمان الأمن لإسرائيل". وأشار كي مون، إلى أنه يتواصل مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشكل مباشر، وأن اتصالاته مع حماس يكون بشكل غير مباشر عبر تركيا وقطر. وأردف قائلا: "كان الأمل يحدوني في أن يصدر قرار ملزم من قبل مجلس الأمن الدولي بوقف القتال، ولكن صدر بيان رئاسي، وبغض النظر عما اذا كان ذلك قرارا أو بيانا، فإنه يتعين علي الطرفين وقف القتال، لأن ما صدر من المجلس هو بمثابة صوت أخلاقي عليهما الاستماع إليه، ويحدوني الأمل في أن يحترم الطرفان جهود المجتمع الدولي". وكان أعضاء مجلس الأمن الدولي، صوتوا مساء الأحد بتوقيت نيويورك، بالإجماع على بيان بشأن غزة، "يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة وحماية المدنيين". وأعرب مجلس الأمن عن تأييده القوي لدعوة الشركاء الدوليين والأمين العام للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار الإنساني الفوري وغير المشروط، والسماح لإيصال المساعدات التي تمس الحاجة إليها، ويحث المجلس جميع الأطراف على قبول وتنفيذ وقف إطلاق النار الإنساني بالكامل في فترة العيد وبعده. وردا علي سؤال بشأن تأخر الأممالمتحدة في إجراء تحقيقات بشأن الهجوم علي مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئيين الفلسطينيين (الأنروا) في غزة الأسبوع الماضي، مما أسفر عن مقتل 16 مدنيا، قال الأمين العام إن الأممالمتحدة "لم تكن قادرة علي اجراء تحقيقات فورية بسبب استمرار أعمال القصف والقتال التي كانت دائرة بالقرب من المدرسة، وتعهد باجراء تحقيق شامل ومحاسبة المسؤولين عن الهجوم". ومن جانبه أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم الإثنين، الأمين العام للأمم المتحدة، أن بيان مجلس الأمن الدولي، الصادر مساء أمس الأحد، لا يلبي الاحتياجات الأمنية الإسرائيلية، بما فيها نزع الأسلحة من قطاع غزة. وخلال اتصال هاتفي مع بان كي مون، قال نتنياهو إن "البيان الرئاسي الذي أصدره مجلس الأمن يتطرق إلى احتياجات تنظيم إرهابي قاتل يعتدي على مواطنين إسرائيليين ولا يلبي الاحتياجات الأمنية الإسرائيلية، بما فيها نزع الأسلحة من قطاع غزة"، بحسب بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي. وتتواصل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لليوم ال22 على التوالي، وأسفرت منذ بدئها في 7 من الشهر الجاري وحتى الساعة 14:30 (تغ) من اليوم الإثنين، 1045 قتيلاً فلسطينيًا، وإصابة 6235 آخرين، مصاب، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية. في المقابل، قتل 43 جندياً وضابطًا وثلاثة مدنيين إسرائيليين، حسب الرواية الإسرائيلية، فيما تقول كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إنها قتلت 93 جندياً إسرائيلياً وأسرت آخر.