قال زعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي في خطبة عيد الفطر بأمدرمان يوم الإثنين، إن إجراء انتخابات في السودان وفق الظروف الراهنة سيكون بمثابة "الكابوس"، وسرد جملة مؤشرات اعتبرها صادمة للمواطنين ودليلاً على سوء الحال بالبلاد. واقترح عقد مؤتمر دولي يكشف للعالم الخطاب الإسلامي الصحيح بعيداً عن العنف والتطرف. وتطالب المعارضة بتأجيل الانتخابات لحين تشكيل حكومة قومية تشرف على تنظيم الانتخابات، بينما تتمسك الحكومة بإجرائها في ميقاتها المضروب العام المقبل. وأكد أن السودان يعاني فرقة فكرية واسعة، واستقطاباً سياسياً حاداً، ووضعاً اقتصادياً مزرياً، وضائقة معيشية غير مسبوقة، وحالة أمنية مضطربة، وعزلة إقليمية ودولية. وسرد حزمة من المؤشرات العالمية التي اعتبر موقع السودان فيها صادماً لمواطنيه، مشيراً إلى أن القرار الوحيد الذي أصدره مجلس الأمن في شأن السودان قبل نظام الإنقاذ هو القرار (112) عام 1956 والمتعلق بقبول عضويته في الأممالمتحدة. مؤشر الفساد وذكر المهدي أن قرارات مجلس الأمن جاء أغلبها تحت الفصل السابع، باعتبار النظام يشكل خطراً على الأمن والسلم العالميين. وقال إن السودان حل في المرتبة السادسة قبل الأخيرة بين الدول الأكثر فساداً في العالم وفقاً لمؤشر الفساد التابع لمنظمة الشفافية الدولية لعام 2013، كما يتصدر مؤشر الدول الفاشلة سنوياً حسب مجلة "فورين بولسي"، وفقاً لمؤشر 2013 فالسودان ثالث أفشل دولة في العالم بعد الصومال والكنغو الديمقراطية. وأوضح أن الانتخابات بهذه الشاكلة يحصل بموجبها الحزب الحاكم على دعم انتخابي للمواصلة، لأنه يسيطر بلا منازع على أجهزة الدولة، والموارد المالية، وأجهزة الإعلام. وقال المهدي "مهما كانت إخفاقات النظام فالانتخابات كما في سوريا الأسد، وعراق صدام، ومصر مبارك، ويمن علي عبدالله، وتونس بن علي، حالات وصفها أحمد مطر في إحدى قصائده (الكابوس أمامي قائم)". إجراء عبثي وقطع بأن أي انتخابات في مثل هذه الظروف إجراء عبثي لا يخوضه عاقل، لأنه يعمق أزمة السلطة ويواصل أزمات الوطن. ورأى أن الخيار البديل هو أن تتفق كل القوى السياسية والمدنية والمسلحة للمطالبة بنظام جديد يحقق السلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي الكامل، وتعهد بالمضي في العمل لإبرام الاتفاق الجامع لكل هذه القوى "فإن تجاوب النظام فإنه سيكرر تجربة جنوب أفريقيا أو أسبانيا وعدد من دول أميركا اللاتينية". واعتبر ما تقوم به "داعش" بالعراق من طرد للمسيحيين وأخذ الجزية منهم والتمييز ضد النساء والتضييق عليهن، وبيعة القهر دليلاً على "أن سلوك كثير من المسلمين مسيء للإسلام". وقال المهدي إن تنظيمات القاعدة وداعش نشأت بمساهمة دولية قوية، مقترحاً عقد مؤتمر دولي لتبيان الخطاب الإسلامي الصحيح. وحذر من أنه في حالة عجز المنطقة العربية فإنها ستدفع الثمن لأن الغلو والعنف المصاحب له تحول إلى نشاط يتجاوز الحدود القطرية.