فنَّد نائب الأمين العام لهيئة شؤون الأنصار آدم أحمد يوسف الأسباب التي أوردتها الحكومة لرفض «إعلان باريس». وقال يوسف في خطبة الجمعة أمس بمسجد الهجرة في ود نوباوي بأم درمان، إن إعلان باريس من شأنه إيقاف الحرب في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق وإقليم دارفور. وقال: «ولو كان هذا فقط مضمونه فهو عمل جليل جعل المواطنين في مناطق النزاعات يحلمون بوقوف إطلاق النار حتى تعود الحياة إلى طبيعتها». وعزا خطيب الأنصار مقابلة الحكومة لإعلان باريس بالصدود وعدم الاعتراف لدافع الغيرة والحسد وإيثار الذات على الغير. وعاب على الحكومة عدم إعطاء الرأي العام فرصة لدراسة الاتفاق الذي من أهم إنجازاته استجابة حاملي السلاح لوقف إطلاق النار والجلوس إلى طاولة المفاوضات التي تُفضي إلى مؤتمر دستوري قومي يناقش قضايا البلاد المعلقة منذ فجر الاستقلال.وأشار إلى أن اتفاق باريس عقد تحت رعاية الاتحاد الأوربي، ومثل نقطة تحول في مسار الحركة السياسية، وكان الأحرى بالنظام أن يُثمّن ويُعلي من شأنه، وتابع: «ظلت حكومة الإنقاذ تطلق شعار الحوار الوطني دون الالتزام بالحوار الجاد». وسخر يوسف من قول النظام إن الإعلان عمل يدعمه الخارج، وذكرهم بانتهاجهم هذا المسلك قبل غيرهم، وأحصى للحكومة عقدها «11» لقاءً خارجياً ابتداءً بأبوجا الأولى والثانية وميشاكوس ونيفاشا وأديس أبابا وأسمرا والدوحة، و«لم تفلح في حقن الدماء». وأبدى أسفه لمقابلة النظام «المجهود العظيم»، بملاحقة ومساءلة الذين شاركوا فيه، مبيناً أنه تمّ اعتقال مريم المهدي فور وصولها مطار الخرطوم بحجة أنها كانت ضمن الفريق الموقع على اتفاق باريس. ونبه إلى أن مريم ما زالت قيد الاعتقال وأُحيلت إلى سجن النساء بأم درمان، ولم يسمح بزيارتها حتى لأسرتها المباشرة، مطالباً بإطلاق سراحها فوراً والإفراج عن كل المعتقلين السياسيين. وقال مخاطباً الحكومة: «لقد جربتم كل المحاولات فلم تفلح سياسة الجزرة والعصا.. أرهبتم وأرعبتم ولم يستجب الشعب وتقاسمتم الكيكة مع من آثر نفسه على شعبه فزاد الحالة سوءًا ولم يبق لكم إلا أن تجلسوا مع ممثلي الشعب الحقيقيين في مائدة مستديرة تناقش كل المختلف عليه». وتابع: «هذا هو مضمون اتفاق باريس الذي أقنع رأس الرمح في اللعبة السياسية السودانية فهل من مدكر». صحيفة الانتباهة