بعد مرور عام على احداث أم درمان ما زالت تأثيراتها مستمرة في العاشر من مايو الماضي. وأكد العديد من التجار تأثر الاسواق باحداث العاشر من مايو الماضي، وأكدوا ان الاسواق لم تستعد عافيتها رغم مرور عام على تلك الاحداث والتي أثرت على الحركة التجارية في هذه الاسواق التي تعتبر الممول الاساسي لكافة ولايات السودان وبالدرجة الأولى ولايات دارفور، كما ان هناك محال تجارية تعرضت لعمليات النهب والتخريب بينما بعد الاحداث لم تجد الاهتمام من قبل الدولة على الرغم من ان هناك انباء عن تكوين لجان لحصر وتقييم الاضرار التي لحقت بالمحال التجارية، لكن عدداً كبيراً من التجار المتضررين أكدوا عدم سماعهم بهذه اللجان ولم يلتقوا بها لحصر خسائرهم ناهيك عن تعويضهم. وفي هذا السياق يؤكد ابراهيم عبد الله - تاجر بالسوق الشعبي أم درمان - تعرضهم في السوق الشعبي لاعمال نهب وسلب بعد احداث أم درمان من جهات مجهولة، كما لم يتلقوا اي اهتمام من قبل سلطات المحلية. واضاف ابراهيم في حديثه ل (الرأي العام) ان الاضرار التي حدثت في تلك الاحداث تقدر باثنين مليار جنيه وهنالك مستندات تثبت ذلك، كما ان هناك أكثر من «190» محل ترحيلات تأثرت بعمليات السلب والنهب، واضاف: كونا لجنة بالغرفة الفرعية للترحيلات بالسوق وفتحنا بلاغاً في قسم شرطة أم درمان وكلفنا محامياً لمتابعة القضية والتي لم تجد الاستجابة من الجهات المسؤولة. وتابع: (تعرضنا لعملية نهب قدرت ب «256» مليون جنيه «بالقديم» وهناك محلات اخرى تعرضت لعمليات نهب موجودة ومسجلة في كشف يحدد كل متضرر وحجم الاضرار التي خسرها). ويذهب في نفس الاتجاه أحمد سعد الدين - صاحب شركة ترحيلات في السوق الشعبي أم درمان - بانهم في اليوم التالي من الاحداث علموا بأن محلاتهم تعرضت للسرقة والنهب، وتم تكوين لجنة للمتضررين من ثلاثة هي ابراهيم عبد الله وأحمد سعد الدين وصاحب ترحيلات آخر حيث تم تسجيل المتضررين الذين وصل عددهم الى «19» محلاً تجارياً كل واحد منهم يتم حصر اضراره وتقييمها. واضاف أحمد سعد الدين ان السوق منذ تلك الاحداث لم يتحسن وقد تراجعت حركته بدرجة كبيرة واضاف: هناك تجار خرجوا من دائرة السوق بسبب الخسائر التي تعرضوا من جراء تلك الاحداث، وما زلنا حتى الآن نسدد المديونيات التي علينا من بعض المتعاملين معنا، وحول تأثر السوق وتراجعه بعد الاحداث يؤكد ابراهيم عبد الله ان السوق تأثر بالاحداث بدرجة كبيرة وتقدر نسبة التراجع بأكثر من «50%» وحتى الآن السوق لم يستعد عافيته بسبب تلك الاحداث، واضاف: لا اتوقع تحسن للسوق في القريب. أما تجار سوق أم درمان فقد أكدوا تراجع حركة السوق بعد احداث أم درمان بدرجة كبيرة جداً ويقول حبيب الله النيل التاجر بسوق أم درمان ان التجارة مرتبطة بالامن واي اضطراب في اي جزء من الوطن له تأثيره على حركة التجارة، حيث تأثر سوق أم درمان باحداث مايو الماضي بدرجة كبيرة فالسوق يمثل مركزاً للولايات وخاصة ولايات دارفور التي تعتمد على السوق بدرجة كبيرة فالعديد من التجار قللوا من تجارتهم حفظاً من أن تتعرض للنهب والسلب إلاّ اننا لا نغفل الاسباب الاخرى لتراجع حركة السوق مثل ارتفاع الضرائب وعدم استقرار صرف الدولار. ويقول ابو طالب يعقوب ان احداث العاشر من مايو جعلت السوق شبه واقف فسوق أم درمان روح التجارة في السودان تأثر بالاحداث والتي اثرت على حركة السوق. واضاف: على الرغم من ان الفترة قاربت العام إلاّ انها مازالت مؤثرة في السوق. ويقول أحمد ابو القاسم التاجر بسوق أم درمان انه ليس هناك تأثير مباشر على السوق من جراء الاحداث لكن تراكم المشكلات الامنية والاقتصادية هو العامل الاساسي في تراجع حركة الاسواق واضاف: اعتقد ان للازمة المالية العالمية جزءاً من تراجع حركة السوق، كما ان لاحداث أم درمان تأثيراً، لكن ليس بطريقة مباشرة. ويقول حسين آدم ان تراجع حركة السوق بعد الاحداث كان امراً ملاحظاً فالتجار الذين يعملون في دارفور تراجعوا وان هناك تجاراً كثر اصبحوا غير قادرين على العمل بعد ان تعرضوا لخسائر جراء تلك الاحداث واضاف: إن السوق تراجع بدرجة تقدر بأكثر من «06%» مقارنة بالحركة قبل الاحداث فالسوق لن يستعيد عافيته حتى الآن فالاستقرار في أي اقليم له تأثير على التجارة والتي يمثل سوق أم درمان فيها اساساً في تمويل الولايات. واضاف: في السابق كنا نتعامل مع تجار دارفور بالدين لكن بعد الاحداث اصبح التعامل بحذر وبالكاش.