كنت وأنا صغيرة جدا معجبة بصوتها الدافي وإبتسامتها المشرقة وثقافتها العالية .. وكنت أحلم أن أكون مثلها عذوبة في الحديث.. وطلاقة في الحوار.. وتهذيب عالي.. ورقي في في التعامل مع الشاشة ومع ضيوف الشاشة .. إنها الأستاذة الراحلة ليلى المغربي سيدة الشاشة وملكة المايكرفون لها الرحمة فقد كانت إعلامية مطبوعة وشاعرة لايشق لها غبار وهي سليلة أسرة المغربي التي تنضح بالإبداع.. وقد كتبت أستاذة/ ليلى المغربي الكثير من الأشعار التي من بينها أغنية (طفل العالم الثالث) والتي أبدع في أدائها الفنان الراحل/ مصطفى سيد أحمد بجانب المبدع محمد وردي والموسيقار الموصلي.. فكم من المذيعات حاولن تقليدها والوصول إلى مكانتها ، لكنهن فشلن في ذلك وظلت هي في المقدمة ، ذلك أن شخصيتها كانت مختلفة عن الأخريات في طريقة التعامل مع الزملاء ، لأن العمل في الإذاعة يحتاج إلى المرونة والهدوء والصبر .. ليلي المغربي جمعت فأوعت الملاحة الصوت الساحر .. اللباقة.. الحضور التمكن في إدارة الحوار.. وقد تمت تسميتها (نجمة المايكرفون) و(سيدة المذيعات السودانية)، لما امتازت به من نبرات صوت أخاذ وقوي ومعبر ذي قدرة على النفاذ نحو قلوب المستمعين.. من أشهر برامجها التي قدمتها كان برنامج (إشراقه الصباح) الذي كانت تقدمه كل صباح..تميزت الراحلة / ليلى المغربي بأنها واحدة من المذيعات صاحبات الحضور الجيد، وفي هذا فقد كانت ذات شفافية عالية في مجال الآداب والفلسفة.. كما تميزت المرحومة ليلي المغربي بإلقاء الشعر في صوت مفعم بالطلاوة والنداوة.. وعند مقارنة بنات جيلي مع ليلى المغربي أجد البون شاسع والمقارنة مستحيلة.. فبنات جيلي انشغلن بجمال الوجه والثياب والمظهر وأهملن جمال اللغة وغزارة العلم والمعرفة والثقافة .. لقد كانت الراحلة ليلي المغربي بصمة مميزة ستظل محفورة في الإذاعة و التلفزيون ووجدان الشعب السوداني الأصيل .. نتضرع لله تعالي أن يرحمها وأختها هيام ويجعلهما من أصحاب اليمين..