تشهد العلاقات السودانية الاثيوبية تطورا ملحوظا فى مختلف المجالات الاقتصادية والأمنية والسياسية والثقافية، يؤكد ذلك حجم التبادل الاقتصادى الضخم الذى شهدته البلدان فى تبادل السلع التجارية المختلفة الى جانب استيراد اثيوبيا للنفط من السودان عبر الطريق البرى الذى يربط البلدين عبر ولاية القضارف، لا سيما تصدير إثيوبيا لمنتجاتها عبر ميناء بورتسودان إلى شتى دول العالم. وفى ذات الإطار، وصل أمس الأول وفد رفيع المستوى بقيادة حاكم إقليم التقراى وعضوية سفير دولة إثيوبيا لدى السودان على عبدة وقيادات العمل السياسى والشعبى والعسكرى بالاقليم، الى ولاية القضارف فى زيارة رسمية تستغرف يومين. وزار الوفد برفقة والى ولاية القضارف واعضاء حكومته ، بعض المشاريع الاقتصادية المتمثلة فى الميناء الجاف ومصنع منتجات السمسم وعقب هذه الزيارات الميدانية للوفد دخل الوفدان السودانى والاثيوبى فى اجتماعات مطولة تم من خلالها تمت مناقشة سبل تطوير العلاقات مابين حكومة ولاية القضارف وحكومة اقليم التقراى الاثيوبى الزائر للولاية. واكد والى ولاية القضارف الضو عثمان الفكى لدى مخاطبته الاجتماع المشترك على متانة العلاقات الازلية بين السودان واثيوبيا منذالقدم واضاف الضو بقوله انناعلى استعداد تام على تنفيذ توصيات مؤتمر تنمية الحدود الذى تم انعقاده فى الفترة الماضية وتابع الضو بقوله ان ولاية القضارف تذخر بامكانيات زراعية واقتصادية ضخمة لابد من الاستفادة منها بين الطرفين. وشددالضو على اهمية تبادل الخبرات فى شتى المجالات الاقتصادية والامنية والثقافية .وتابع الضو ان التفلتات التى ظلت تشهدها الحدود من الحين والآخر مقدور عليها وتحت السيطرة ولاتؤثر بأى حال من الاحوال على مسيرة العلاقات بين البلدين واضاف الضو ان هذه الزيارة تعد من الزيارات التاريخية وتشكل دفعة حقيقية فى تمتين اواصر الصداقة والاخوة بين الشعبين. وتحدث حاكم اقليم التقراى الاثيوبى الزائر سقاى برهى امام الحضور موضحا ان الهدف من الزيارة يتمثل فى توطيد العلاقة بين البلدين والتفاكر فى كيفية دفعها الى الامام وتأتى الزيارة تنفيذا لتوصيات مؤتمر الدمازين لتنمية الحدود والذى ضم الاقاليم الاثيوبية مع الولايات السودانية المتاخمة للحدود واضاف سقاى اتفقنا من قبل على ازالة المشاكل الصغيرة التى تطرأ على الحدود وتمكنا من تشكيل لجان مختصة بين الطرفين لمعالجتها وبالفعل سنعمل على ازالتها وتابع سقاى ان الوفد يضم كافة الجهات ذات الصلة بالجانب الامنى والاقتصادى والسياسى، وجئنا بهذا الوفد لنؤكد لكم جديتنا ومقدرتنا على تجاوز المشاكل الصغيرة وامتدح سقاى مجهودات الوالى السابق عبدالرحمن الخضر فى تطوير العلاقات بين الطرفين وفى عهده شهد هذا الملف تقدماً ملحوظاً لم يشهده من قبل وان امر تعيينه والى لولاية الخرطوم يعكس قمة نجاحه فى الحكم فاسمحوا لنا عبركم ان نحييه على وقفته الصلبة لدفع العلاقات الى الامام واضاف سقاى بقوله ان العلاقة بيننا ليست علاقات حكومات فحسب بل هى علاقات شعوب انصهرت مع بعضها البعض حتى صارت شعب واحد وتعيش فى بلد واحد وتابع سقاى بقوله ان علاقاتنا ستستمر الى الاحسن ابى من ابى ورضى من رضى ورغم انف الطابور الخامس والذى يسعى بقوة من اجل تعكير صفو علاقتنا ولكن هذا مستحي. من جانبه اتهم سفير دولة اثيوبيا بالسودان على عبده سليمان فى تصريح خاص ل»الصحافة» دولة ارتريا بالعمل على اثارة الفتن والغلاقل بغرض اضعاف حكومة اثيوبيا وذلك بفتح المعسكرات وتسليح بعض منسوبى المعارضة الاثيوبية بغرض اثارة البلبلة فى داخل اثيوبيا وتابع عبده اننا جاهزون للتصدى الى اى عمل عدائى يستهدفنا وان تحركات ارتريا العدائية مرصودة ومعروفة لدينا ونعرف كيف نتعامل معها فى الوقت المناسب واستبعدعبده حدوث انفراج للازمة بين بلاده وارتريا قريبا وذلك بسبب تعندارتريا المتواصل وتمسكها بمبدأ رفض تحسين العلاقات وبالرغم من تدخل العديد من الدول للتوسط بيننا الاان الرفض يأتى من دولة ارتريا وتابع عبده بقوله هنالك بعض الاشخاص يروجون الاشاعات المغرضة بان اثيوبيا تحتضن المعارضة السودانية وتفتح لها المعسكرات داخل اراضيها هذا الحديث عار من الصحة ولاعلاقة له بالحقيقة وتحدى من يقولون هذا الحديث أن يأتوا بالدليل إن كانوا صادقين، وأضاف عبده أن العلاقة بين السودان وأثيوبيا فى تحسن مستمر فى كافة المجالات وأن زيارتنا الحالية دليل على ذلك وأكد عبده على مقدرة الطرفين على تجاوز بعض الاشكاليات الصغيرة والتى تطرأ فى موسم الخريف والتى تحدث فى شكل احتكاكات مابين المزارعين والرعاة من الجانبين ومن اجل معالجة هذه الاشكالات تم تشكيل لجان أمنية من الجانبين لمعالجة ما يطرأ من حوادث وباشرت هذه اللجان أعمالها، واضاف السفير قائلا إنه على الرغم من طول الحدود واتساعها الا اننا قادرون على السيطرة عليه وطمأن السفير المواطنين القاطنين على الحدود من الشعبين على مقدرة الحكومتين على حماية ارواحهم وممتلكاتهم . من جانبه اكد وزير شؤون الرئاسة ومسؤول ملف الحدود بولاية القضارف د0 قرشى بخارى صلاح على مقدرة الاجهزة الامنية والعسكرية على تأمين الحدود السودانية الاثيوبية وان عزيمة وثقة الطرفين كفيلة بتحقيق الامن والاستقرار على الحدود واضاف قرشى ان حجم التبادل التجارى بين الولاية واثيوبيا فى تنامى مستمر وهذا ما تؤكده التقارير الاقتصادية بين الطرفين واننا على يقين تام بأن الفترة القادمة سيتوافد على الولاية العديد من المستثمرين الاثيوبيين من اجل الوقوف على متطلباتهم من السلع الافتصادية ومعرفة الامكانات الاقتصادية التى تزخر بها ولاية القضارف الى جانب تبادل الزيارات من قبل المستثمرين السودانيين الى اثيوبيا واضاف قرشى ان الزيارات المتواصلة بين الطرفين اتاحت فرص كبيرة للتعرف على حجم الامكانيات المتوفرة لدى الجانبين.