لحظات ما قبل مواجهة الموت فجرا مع لص مسلح محترف لهي امر جلل وعظيم ليس بوسع الجميع مواجهته او التهيؤ له مهما بلغ مقدار الشجاعة الا بعد استيعاب الصدمة الاولي.. وهذا السيناريو عايشته الاعلامية الكبيرة الاستاذ ماجدة عوض مقدمة برنامج الاسرة بتلفزيون السودان لاكثر من عشرين عاما وذلك عقب عودتها من مدينة شندي عقب قضاء عطلة عيد الاضحي المبارك بمعية ابنها الطبيب حيث فوجئت في سادس ايام عيد الاضحي فجرا بلص احوص عكر عليها لحظات صفوها وخصوصيتها عبر سكين ضخمة كان قد اقتحم غرفتها ولوح بها علي طريقة MONEY.OR.YOUR LIFE) وازاء هذا الوضع ورغم صعوبة مواجهته الا ان الاستاذة كان قد تمكن منها الرعب والخوف والارتباك معا لكنها كانت تمني نفسها بان المشهد ربما يكون حلما وكابوسا سرعان ما ينتهي لكن طلبات اللص الجرئ سريعا ما اكدت لها ان المشهد حقيقي وهو اقرب من مشاهد مخرج افلام الرعب الفريد هتشكوك لذلك استدعت ذاكرتها وكل ما تعلمته من جولاتها العالمية بانه لا مجال لمقارعة مجرم مسلح وكان لمفعول ارتفاع الاردينالين سحرا ليضيف اليها بعض السكينة التي مكنتها من مخاطبة اللص وامرته بالاستيلاء علي ما خف وزنه وغلا ثمنه مما يحول دون استخدامه السكين التي ربما يستخدمها للذبح علي طريقة داعش وازاء هذا الوضع طلب اللص من المذيعة ان تدله علي مكان الاموال النقدية لكنها عاجلته بالقول ان الاموال توجد داخل الدولاب وليس بالسرير الذي تنام، وهنا توجس اللص خيفة بان المذيعة ربما تضع داخل الدولاب ادوات للدفاع نفسها فلذلك زجرها ومنعها من مغادرة السرير واستعاض عن ذلك بالاستيلاء علي جهازي موبايل ولابتوب وخرج من الغرفة بعد ان اوصد الباب خلفه لكنه ذهب الي غرفة المعيشة وقام بنبش الدولاب والقي بالملابس ارضا وتسلل بكل هدوء عبر بوابة المنزل الخارجية عكس عملية دخوله تسللا عبر الحائط. وبعد مرور عشر دقائق تقريبا وبعد ان عم السكون ارجاء المنزل صعدت الاستاذة ماجدة الي الطابق العلوي لتطمئن علي ابنها خشية ان يكون اللص قد عاجله بطعنة او هكذا حدثتها نفسها لكن شيئا من ذلك لم يحدث. حيث قامت المذيعة بصحبة ابنها بالتوجه الي قسم شرطة القسم الجنوبي بامدرمان ووجدت الاهتمام اللازم من العقيد شرطة علي محمد بريمة الذي تفاني في متابعة البلاغ ورصد عددا من المتهمين المشتبه بهم. هذا وقد اشادت الاعلامية الكبيرة بالدور الهام الذي تلعبه قوات الشرطة في تامين حياة المواطن وخصت بالذكر مباحث ولاية الخرطوم بقيادة اللواء عبد العزيز وزملائه الذين يعملون في صمت وحماس ظاهر لضبط المجرمين اثناء الليل واناء النهار. كتب : احمد الامين بخيت- الدار السودانية
