«نخلى بالنا كلنا من كل كلمة بنقولها، لأجل العلاقات بين الدول تستمر وتزيد وتقوى، وده محتاج لفهم ومسؤولية»، هذه كانت الرسالة الواضحة التى توجه بها أمس الرئيس عبدالفتاح السيسى للإعلام حتى لا يكون سببا فى توتير العلاقات ما بين الدول، وما فهمته أن رسالة الرئيس فى وجود نظيره السودانى عمر حسن البشير أمس بقصر القبة كان هدفها قطع الطريق أمام أى شخص يحاول أن يتبرع من تلقاء نفسه بالإساءة للآخرين ظنا منه أن هذا التبرع سيتم وضعه فى ميزان إيجابياته ويسهم فى تقريبه من صناع القرار. ما قاله الرئيس أمس سبق أن أكد عليه بشكل واضح فى نيويورك للإعلاميين المصريين حينما طالبهم بألا يسيئوا لأحد، وأن يحولوا الإساءة إلى طاقة إيجابية تستفيد منها مصر، لكن البعض خاصة من المحسوبين على الإعلام فهموا الرسالة بشكل خاطئ، واعتبروا أن الإساءة للآخرين هو نوع من المجاملة لنظام الحكم فى مصر، وهى نظرة قاصرة لأن ما بين الدول خاصة مثل مصر والسودان أكبر من أن يختصره البعض فى «شتيمة» هنا أو هناك، ولعل أصدق قول لذلك ما قاله البشير أيضا بأن «الناس على دين ملوكهم، لكن الآن الناس أصبحوا على دين إعلامهم»، مشيرا إلى أن الإعلام لديه دور كبير ويؤثر فى عملية البناء والهدم، موضّحًا أن ما تم الاتفاق عليه مع السيسى، لن تؤثر عليه أجهزة الإعلام أو أية عواصف تحمل السوء. الرئيس لديه رسالة واضحة لنا جميعا يكاد يقولها فى كل جلسة ومناسبة وهى أن الإعلام يساهم بقدر كبير فى بناء المجتمع، وعليه دور تاريخى، وهذا الدور يتطلب منه أن يكون بناءً وليس هداماً، مقترحا للأفكار وليس شتاماً، وهى رسالة نبيلة علينا أن نعمل جميعا على أن تكون منهجاً لنا . نعم قد تكون هناك مواقف صادرة عن دول نراها فى مصر متعارضة مع سياساتنا بل وأمننا وثوابتنا القومية، مثل التصريح الصادر عن البشير قبل زيارته للقاهرة بأن حلايب سودانية، لكن الرد على مثل هذه التصريحات لا يكون بلغة الشارع وإنما من خلال شرح المواقف المصرية وثوابتنا، حتى يكون هناك حوار محترم يستفيد منه المواطن البسيط الذى غالبا ما نراه تائها بسبب ما يسمعه ويراه كل يوم من ألفاظ لا ينبغى أن تسمعها فى وسائل الإعلام.
