(نهى أبوعمرو) إعلامية وُلدت في رحم الأزمة الفلسطينية، وقدّر الله لها أن تكون شاهدة على الانتفاضة الثانية والمجازر التي ارتُكبت في حق شعبها، وجدت نفسها تمسك بالقلم لتكتب عن تلك الحادثة المؤلمة وعمرها لم يتجاوز ال11سنة، فكان أن غيرت وجهتها من العمل الصحفي إلى التلفزيوني حتى عملت بقناة (هنا القدس) قبل أن تلتحق مراسلةً لتلفزيون السودان القومي من قطاع غزة. (اليوم التالي) استنطقت (نهى أبوعمرو) في حوار، إلى تفاصيله: من هي (نهي أبوعمرو)؟ من مواليد دولة مصر 5/ مارس/ 1991م، من غزة حي الشجاعية. متى وجدتِ نفسك في العمل الإعلامي؟ وجدت نفسي في العمل الإعلامي عندما كان عمري (11) سنة، حيث كان والدي صحفياً بجريدة الحياة الجديدة، وهو أول من علمني صياغة الخبر، بجانب ذلك كان يبعثني إلى تغطية مهرجانات فصائل المقاومة الفلسطينية منذ أن كنت في المرحلة الإعدادية، ويعلمني كيف يُكتب الخبر الصحفي، لذا فهو أستاذي الأول في الإعلام. أول خبر نُشر باسمك؟ كان في جريدة صوت الجامعة، عن جودة المنتج المحلي ومنافسته للمنتج الأجنبي في سنوات الحصار التي عانى منها قطاع غزة . بحكم عملك إعلامية غير بعيدة عن ما يدور في العالم من أحداث.. ما هي أهم القضايا التي تتصدر قائمة اهتماماتك؟ كثيرة، ولكن أولها هي القضية الفلسطينية والملفات المتعلقة بالقدس واللاجئين وحق العودة والقضايا المتعلقة بالثوابت الفلسطينية. أما على الصعيد العربي، فالثورة السورية وما يحدث في سوريا من قتل للأبرياء والظلم الذي يعيشه المواطن هناك. أهم محطات العمل التي توقفتي بها؟ عملت في فضائية هنا القدس مذيعة في برنامج (بانوراما الشارع) ومراسلة لقناة صدى التونسية، حصلت على تدريب في قناة ال (بي بي سي) البريطانية وتدريب في وكالة الأنباء الفرنسية، كما عملت منتجة أخبار لقناة الفرات، ومع عدة شركات إنتاج في غزة ومحررة بوكالة معا الإخبارية. قضية استيقظت في دواخلك تحتاج أن تعكس للعالم؟ بالطبع القضية الفلسطينية التي حركت في دواخلي ضرورة التصدي لها، ويجب أن ندافع عنها، وتحديدا ممارسات الاحتلال ضد الفلسطينيين وأبناء شعبي. كيف تنظرين إلى الرسالة الإعلامية تجاة القضية الفلسطينية، وهل مرضية بالنسبة إليك؟ بالنسبة للرسالة الإعلامية الفلسطينية تعد من أكثر الرسائل الإعلامية تأثيرا على مستوى العالم، لأن صحفييها يدافعون عن حق ويظهرون باطلاً، بالنسبة إذا كانت مرضية فأنا أقول إنه مهما كانت الرسالة الإعلامية مرضية، فنحن إعلاميين فلسطينيين نسعى دوما للأفضل كي نستطيع إيصال هذه الرسالة التي نتحدث بها عن أسمى قضية، وهي قضية الشعب الفلسطيني والقدس. موقف أثناء أداء عملك أجبر دموعك على النزول؟ عندما وضعتني ظروف العمل في الحرب الأخيرة، لأن أظهر وأتحدث عن استشهاد إحدى العائلات من جيراننا الذين كانت تربطنا معهم علاقة طيبة، وآخر عندما وضعتني المهنة بأن أبلغ إحدى أمهات الشهداء باستشهاد طفلها، كان موقفاً مؤلماً جداً وحارقاً لقلبي، ولم أستطع أن أتمالك دموعي وقتها. غيرت وجهتك من الصحافة إلى العمل التلفزيوني لماذا؟ لأني من الأساس كنت أطمح أن أكون مذيعة أو مراسلة تلفزيونية، كي أستطيع أن أتحدث بشكل مباشر مع الجمهور لكي أقنعهم بالرسالة السامية التي أحملها، وكنت قد عملت من قبل في التلفزيون القومي السوداني في إحدى القنوات المحلية، وهي قناة (هنا القدس) ثم انتقلت بعد ذلك للعمل مراسلةً تلفزيونية للتلفزيون السوداني الحكومي. حلم تطمحين في تحقيقه؟ لا يوجد لدى سقف محدد للأمنيات أو الطموح، أسعى دوماً للأفضل والتميز وصولاً للعالمية. بالتأكيد هناك مشاكل تواجه (نهى) أثناء أدائها لرسالتها التلفزيونية؟ الكهرباء وقطوعاتها في غزة كانت ولا تزال أحد العوامل الرئيسة التي تعيق عملي إعلاميةً، خاصة في فترة الحرب التي كان الانقطاع المتواصل لها يحول دون الوصول للمعلومة، وإلى اللحظة نعاني من انقطاع التيار الكهربائي الذي يصل ل (12) ساعة يومياً. كثيراً ما يواجه مراسلو القنوات الفضائية وخاصة (المراسلات) التهديد من بعض الجماعات للحد من إيصال رسائلهم.. هل واجهت نهى أي نوع من التهديد خلال مسيرتها الطويلة؟ لم أتعرض للتهديد من أي جهة، ولكن التهديد الأكبر بالنسبة لي هو تهديد صواريخ الاحتلال، كما أنه أثناء تغطية حرب غزة كانت طائرات حربية تستهدف الصحفيين، كنا نتوقع في أي لحظة أن نكون ضمن الشهداء القادمين. رسالة لم ترسليها حتى الآن ما هي وإلى من تؤدين إرسالها؟ رسالتي لجميع زملائي الصحفيين بأن يكونوا دوما مع الحق، وأن يبتعدوا عن تحكيم الأهواء والمصالح الشخصية على المصلحة العامة، وأن يكونوا على الحياد ولا ينحازوا لأي طرف على حساب الطرف الآخر، ويجب عليهم إعادة تفعيل طرح القضايا الوطنية التي تلامس الهم الفلسطيني العام، كما أحيي الحكومة والشعب السوداني على مواقفهم واهتمامهم الدائم بالقضية الفلسطينية، وفخراً لي أن أعمل مراسلة تلفزيونية لدولة كالسودان. إذن دعيني أمنحك الفرصة لتسألي أنت، فاسألي؟ إلى أى مدى أثرت رسالتي الإعلامية في حرب غزة على الجمهور السوداني؟ اليوم التالي