قال حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالسودان إن قرار المؤسسات التي قضت بترشيح البشير رئيساً للحزب والبلاد، يُعد دليل عافية سياسية وتنظيمية للحزب، باعتباره قراراً وجد الرضا والتأييد التام عبر كل المراحل الشورية التي تمَّ بها. وذكر رئيس قطاع التنظيم بحزب المؤتمر الوطني حامد صديق، لبرنامج "المحطة الوسطى"، الذي بثته "الشروق"، يوم الأربعاء، أن "الممارسة الشورية في اختيار البشير كانت مُشرِّفة جداً، ونعلم أن العمل السياسي ليس ديوانياً، بل له رؤى ومعطيات مختلفة تحكمها المرحلة". وأكد أن حزب المؤتمر الوطني يزخر بالقيادات الشابة وأهل الخبرة السياسية، مبيناً أن الحزب أبقى على قيادته ورفَّع الشباب، وأن اختيار البشير لا يقدح في لوائح الحزب، بل تمَّ عبرها وبالقوانين التي تحكمها. المؤتمرات القاعدية وأكد صديق أن المؤتمرات القاعدية غطت كل ولايات السودان، وسبقتها اجتماعات شورى قبلية وبعدية داخل مؤسسات الحزب منذ أبريل الماضي، وجميعها أفرز تجديداً في القيادات. وأضاف: "البشير حقق النسبة القانونية من التصويت الذي أهَّله ليكون مرشح الشورى للمؤتمر العام في دورة رئاسية جديدة". وعدَّ أن العلاقات مع مصر لم تكن مرتبطة بمن يحكم مصر، لأنها علاقة شعوب مرتبطة بجوار أزلي راسخ. وأوضح صديق أن الحزب يُعِدُّ نفسه للانتخابات التي لها سقف زمني محدد، أقرَّه القانون والدستور، وعلى الأحزاب أن تعلم أن الانتخابات ليست إجبارية. وأضاف: "الحزب الذي حصل على تفويض لا يمكن أن تُفرض عليه شروط تستبق العملية الانتخابية، ومن خلال الحوار إذا تم الاتفاق على أسلوب لتهيئة البيئة السياسية، فإن الحزب يُرحِّب بها". إبعاد الخبرات من جانبه، ذكر أمين الأمانة العدلية بحزب المؤتمر الوطني الفاضل حاج سليمان، أن وثيقة الإصلاح كان القصد منها طرح مشروع كامل لإصلاح الحزب وبرنامجه، وكل ما يتعلق به بصفته حزباً نال ثقة الشعب السوداني. وقال ل "المحطة الوسطى" ب "قناة الشروق"، يوم الأربعاء، إن وثيقة الإصلاح تحدثت عن تغيير البرامج والسياسات للحزب. وأضاف: "هي وثيقة مهمة ولم تتحدث عن إبعاد الخبرات السياسية كما فهمها البعض". ووصف تباين الآراء داخل الحزب بأنه ظاهرة صحية، تؤكد أن القواعد ملتزمة باللائحة الخاصة بالإجراءات الانتخابية، لأن اللائحة نصت على أن الذي ينال أعلى الأصوات سيكون هو مرشح الشورى للمؤتمر العام. وتابع: "ترشيح البشير تمَّ بديمقراطية وعملية شورية صادقة داخل المكتب القيادي ومجلس الشورى". الإخوان المسلمون ونفى سليمان أن يكون حزب المؤتمر الوطني قد تجاهل الدعوة لأحزاب مصرية بعينها، مبيناً أن الإخوان المسلمين في مصر ليسوا حزباً سياسياً، وقد تمَّت دعوة الأحزاب السياسية بمصر. وأوضح أن "الشروط المسبقة التي تدفع بها بعض الأحزاب حول المشاركة في الانتخابات المقبلة تمثل في تقديري عملية إجهاض للحوار الذي دعا له الحزب منذ يناير الماضي". وفي سياق متصل، أشارت رئيس لجنة التشريع بالبرلمان تهاني تور الدبة، في مداخلة هاتفية، للبرنامج، إلى أن قانون الانتخابات الأخير أنصف المرأة، وزاد من نسبة تمثيلها في إدارة حكم البلاد بصورة عامة، تقديراً لمساهمتها الوطنية الكبرى على مستوى الحقب المختلفة. وأكدت أن "الكسب الذي نالته المرأة بالقانون الجديد للانتخابات عبر الدوائر الجغرافية أو القوائم الجزئية يُعد في تقديرنا مكسباً عظيماً".