اللافت في الأمر رغم ازدحام قاعة ارض المعارض بضاحية «بري» التي التأم فيها المؤتمر العام للحزب الحاكم، المشاركات الخارجية الواسعة لممثلي الأحزاب الحاكمة والمعارضة في «60» دولة، غير ان الظهور المفاجئ لزعيم حزب المؤتمر الشعبي الدكتور حسن الترابي، الذي خطف الأنظار على حين غرة وهو يعتلي المنصة لمخاطبة الحاضرين في أول ظهور ومخاطبة له عقب مفاصلة الإسلاميين الشهيرة في 1999، ما جعل القاعة تضج بالحاضرين ليعقبها تصفيق حار من بعضهم كأنما ادهشتهم لقطة وهم يحدقون النظر بإمعان في مشاهدة فيلم او مسلسل درامي، وتعالت صيحات البعض التي اظهرت اشواق الإسلاميين، الى جانب غياب بعض الأحزاب مثل الأخوان المسلمون عن المؤتمر، كما شهد المؤتمر مشاركة واسعة لممثلين من دول مختلفة يمثلون احزابهم من الصين، والنمسا، وكوريا الشمالية، وكازخستان، وفلسطين، وموريتانيا، وعمان، وجيبوتي، وحركة النهضة في تونس، كما شارك ممثلون من المغرب والأردن وممثلون من حزب الوفد المصري، وممثلون من الصومالولبنان ممثلون لحزب الله في لبنان، وممثلون من الجزائر، والنيجر، وممثلون من جنوب افريقيا، وتشاد، واثيوبيا، وارتريا، وممثل للحركة الشعبية بدولة جنوب السودان، التي مثلها جيمس واني ايقا، كما حضر ممثلون من حزب المؤتمر الوطني في دولة جنوب السودان. سرادق ضخم اعتلى نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني، مساعد الرئيس ابراهيم غندور منصة المؤتمر العام لحزبه في قاعة ارض المعارض بضاحية بري، حيث ضاقت جنبات القاعة على رحابتها، التي اعدت بعناية في الطابق العلوي للقاعة وعلى مقربة منه رئيس الحزب ورئيس الجمهورية المرتقب عمر البشير، ورئيس اللجنة الفنية للمؤتمر محمد المختار، ما اضطر عدد مهول من قيادات الحزب للاستماع إلى فعاليات الجلسة الإفتتاحية من قبل سرادق أعد خارج القاعة الضخمة. وباهى نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني ابراهيم غندور، بان حزبه المؤتمر الوطني قدم أروع مثال للتضحية الحزبية وبدا واثقاً من ثمرة مجهودات حزبه خلال مرحلة البناء التي استمرت لفترات طويلة، يؤكد من خلال المؤتمر العام على وحدة اهل السودان وتنمية المناطق التي تأثرت بالحرب، فضلاً عن حرصه على انفاذ كافة الاتفاقيات المبرمة مع القوى السياسية والحركات المسلحة. ويمضي غندور بالقول إن حزبه يسعى إلى أن تكون الحاكمية في الحزب للمؤسسات بدلاً عن حكم الأفراد، ويباهي بان حزبه عقد خلال مرحلة البناء الطويلة حوالي «27» ألف مؤتمر اساس، بجانب «170» مؤتمر محلية و«18» مؤتمر ولاية و«108» مؤتمرات وظيفية و«7» مؤتمرات قطاعية شارك فيها نحو «6.607» ملايين عضو يمثلون كافة مناطق السودان، بجانب مشاركة «60» دولة تمثيلاً رفيعاً على مستوى رؤساء الأحزاب فيها ونواب رؤساء الأحزاب، وكشف الرجل أن التجديد في هياكل حزبه بلغ بنسبة «55% الى 70%»، منوهاً إلى أن عدد المشاركين في المؤتمر المتواجدين داخل القاعة بلغ «6» آلاف عضو يمثلون مناطق السودان المختلفة، واشار إلى ان تكلفة قيام المؤتمر العام للحزب الذي سبق أن كشف عنها في مؤتمر صحفي سابق التي بلغت حوالي «5» مليارات جنيه، وقال إنها جاءت تمويلاً كاملاً من عضوية الحزب والموارد الذاتية، وأوضح غندور أن تقارير الأداء السياسي وموجهات السياسات العامة التي تتعلق بمعاش الناس ستناقش بإستفاضة عبر جلسات المؤتمر اللاحقة، ورحب ترحيباً حاراً باعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى الخرطوم، كما رحب بأحزابهم المشاركة في المؤتمر وخلص الرجل إلى ان التحديات المتعاظمة التي تواجه السودان تستوجب أن نؤديها باخلاص عبر تجديد العزم وتشمير السواعد على حد تعبير الرجل. فتح تُحذِّر أتاح الحزب الحاكم من خلال المؤتمر العام مساحات لممثلي الدول المشاركة لمخاطبة المؤتمر، وابتدر ممثل حركة فتح الفلسطينية حديثه بالقول جئنا من جنبات بيت المقدس لنشارك الحزب الحاكم مؤتمره هذا ونتمنى ان تكون مشاركتنا بقدر الدعوة التي قدمت من قبل السودان، وتمنى أن يكون الربيع العربي الذي يتعرض له الوطن العربي ربيع خير على المنطقة العربية، لكنه حذر في ذات الوقت من الفوضى الخلاقة التي تريدها الولاياتالمتحدةالأمريكية التي قال إنها هي الوحيدة التي تستفيد من هذه الفوضى، قائلاً ان الأمريكان يعملون على التعدي على معتقداتنا، ويمضي الرجل بالقول ان ما يحدث من جرائم في فلسطين وبقية الدول العربية يعيد الإسلام الى عهد ما قبل الإسلام في المنطقة العربية، وقال ان امريكا تريد مصادرة انتمائنا العربي، وأضاف أن ما يحدث في فلسطسن والمنطقة العربية هو «غريب وعجيب وخطير» ممثلاً في نهب موارد الشعوب وتدمير الأمة العربية. وقال ممثل حماس، إن المؤتمر العام لحزب المؤتمر الوطني يجب أن يضع أمامه مهاماً جديدة لمعالجة حزمة التحديات التي تواجه المنطقة العربية، ويضيف ان الشعب الفلسطينى هو موحد في مكوناته ويسعى للمصالحة الوطنية، ونصح الدول التي شاركت في المؤتمر بتوحيد صفوفها، واشار الى ان السلطات الفلسطينية في قضيتها ستسعى الى الذهاب الى الجمعية العامة للامم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية لمقاضاة إسرائيل، كما اثنى على عدد من الدول التي وقفت الى جانب القضية الفلسطينية من بينها دول امريكا اللاتينية والبرلمان البريطاني. تركيا سر النجاح وقال ممثل دولة تركيا امام المؤتمر العام للحزب الحاكم، إن سر نجاح دولة تركيا يعود إلى أن الحكومة في تركيا هي الخادمة للشعب وليس العكس، وأن الشعب هو الذي يكون الحاكم عبر اتباع عدد من المبادئ التي تتمثل في الإدارة الجيدة، وقال ان حزب العدالة والتنمية في تركيا تعاظم دوره بقوة خلال الفترة القصيرة الماضية بفضل خدمته للشعب ما جعل تركيا في احسن مستوى من التطور، وقال ان حزبه لأول مرة يجد قوة في الانتخابات الأخيرة على مستوى «9» انتخابات جرت في تركيا وزادت اصوات الحزب الحاكم بسبب تقديمه للخدمات، وقال ان الشعب «عندما تخدمه يقدرك» وتابع «نحن في تركيا خدام للشعب ونحترم رغبته ونحن وحدنا الشعب والدولة». الترابي والأضواء وبدا لافتاً في المؤتمر الظهور المفاجئ لزعيم حزب المؤتمر الشعبي المعارض الدكتور حسن الترابي، الذي خطف الأنظار على حين غرة وهو يعتلي المنصة لمخاطبة الحاضرين في أول ظهور ومخاطبة له عقب مفاصلة الإسلاميين الشهيرة في 1999 المعروفة بقرارات الرابع من رمضان، وبدأت القاعة تضج بالحاضرين ليعقبها تصفيق حار من بعضهم كأنما ادهشتهم لقطة وهم يحدقون النظر بإمعان في مشاهدة فيلم او مسلسل درامي، وتعالت صيحات البعض التي اظهرت اشواق الإسلاميين وردد البعض هتافات من شاكلة «الوحدة الوحدة». وقال الترابي في حديثه «كنا شتاتاً من القوى بعضنا ينتسب بإنتمائه للوطن وبعضهم ينتسب إلى الشعب متفقاً واحزاب تريد ان تنزرع في هذا الوطن، واضاف الرجل «كل ذلك دعانا للتحاور والتشاور لا للتكايد وانما للتوحد، فالحوار الذي اجتمع فيه المتحاورون هذا «نريده أن يتحرى فيه الشعب وأن لا يتفجر عنفاً» وتابع الترابي بالقول «نريد ان نلتقى في الهدف بحركة مأمونة من كل الناس، وأن تصبح لنا حريات في وحدة الهدف كما نريد لعامة الناس ان اصابتهم وطأة البؤس أن يجدوا بشرى وفرجاً، كما نريد للاقاليم التي تأزمت كثيراً ان تجتمع، وان تتفتح لنا البشريات في الوحدة ومناصرينا في الاخرة وان يوحدنا امام الله سبحان الله تعالى». انفصال الجنوب وما أن اعتلى الرئيس عمر البشير المنصة لمخاطبة الحاضرين انطلقت زغاريد النساء من صفوف حزبه، وبدأ حديثه بالتطرق لانقسام السودان واشار لانفصال دولة الجنوب، وطرح البشير عدداً من التحديات التي قال انها تقتضي وضوح الرؤية للتعاطي معها للوصول إلى آفاق أكثر رشداً. وتعهد بتوفير الحرية والعدالة للمواطنين، كما اشار الى أن حزبه سيواجه تحدياً في الوفاق الوطني والتراضي، وقال ان حزبه سبق وأن طرح مبادرة الحوار الوطني مع التأكيد على نجاح عملية السلام، وشدد على أن الحوار هو السبيل لحل المشكلات، واعلن ان حزبه قطع شوطاً مقدراً في مشوار الحوار لكن اقر بوجود عثرات ابطأت في مسيرته بعض الوقت، كما جدد الدعوة لحاملي السلاح للمشاركة في الحوار قائلاً «نجدد التزامنا ان نبلغ بالحوار غاياته فوق المصالح الحزبية والجهوية»، والمح البشير الى تفشي بعض العصبيات والجهويات التي تمثل آثاراً سالبة وقال انها باتت تشكل خطراً وتستدعي الوقوف عندها، ودعا البشير المؤتمر للنظرة الفاحصة لاتخاذ القرارات ووصف تحدي الاقتصاد ممثلاً في معاش الناس ومأكلهم ومشربهم بأنه تحد حقيقي يحتاج الى نقلة نوعية واتباع سياسات ناجعة ممثلة في رفع الكفاءة الانتاجية وتشجيع الانتاج والخدمة المدنية، وفتح افاق العمل وتوفير خدمات الصحة. الانتباهة