حظيت زيارة السيد رئيس الجمهورية الى جمهورية مصر العربية باهتمام عالمي وإقليمي نظراً للتطورات التي يشهدها محيطنا الاقليمي ولم تخلو الزيارة من اهتمام محلي وبخاصة في مجتمعات شرق السودان والتي تابعت الزيارة برجاء أن تسمع عن شئ إيجابي عن مثلث (حلايب) وقد إتصل بنا العديد من قراء (برلمان الشرق) بولايات القطاع الشرقي القضارفكسلا والبحر الأحمر وكلهم يقول أن لا أحد في السودان يرغب في إثارة حرب مع الشقيقة مصر ولكنهم في ذات الوقت يقولون أنهم مع الذهاب الى المحكمة الدولية لاسترداد الحق السيادي للسودان في منطقة (حلايب) فقد ظل سكان مثلث (حلايب) من قبائل البشاريين يرزحون تحت طائلة من الإجراءات التعسفية في الدخول والخروج من مثلث (حلايب) والذي يتم عبر بطاقة تمنحها السلطات المصرية التي وضعت يدها على حلايب منذ العام (1958)م وهذا يعني ان (حلايب) مشكلة قديمة متجددة وقد ورثتها حكومة الانقاذ الوطني هكذا فقد تعاقبت حكومات وطنية عديدة على سدة الحكم وكلها لم تفلح في وضع معالجة جذرية لهذه المشكلة وحتى الحديث عن جعلها منطقة تكامل يموت قبل ان يصل الى رحلة التنفيذ بسبب ان الجيش المصري يرفع علمه على المنطقة فكيف يولد التكامل في ظل وضع كهذا. الآن وضح جلياً أن هناك اتجاه لدى الدوائر الرسمية في وزارة الخارجية السودانية بتجديد شكوى السودان ضد مصر لدى المحكمة الدولية ونحسب لن تغضب من مثل هذه الاجراءات فقد نعمت بالسيادة على (طابا) بقرار من نفس هذه المحكمة ولن يغضبها ان تنصف المحكمة الدولية السودان ووقتها يكون الحديث عن التكامل بين السودان ومصر مقبول ويكتسب احترام لدى الدوائر الشعبية وبخاصة في أوساط قبائل البشاريين الذين يقول بعض قادتهم ان الحكومة السودانية قد أهملت مشاورتهم ولم يطلعهم احد عن مخرجات زيارة السيد رئيس الجمهورية الى دولة مصر في الجانب الذي يلي ملف (حلايب) في الوقت الذي عمدت فيه الإدارة المصرية على مثلث حلايب على دعوة قيادات من القبائل الموجودة في الجانب المصري لحضور زيارة المشير عمر حسن أحمد البشير رئيس الجمهورية الى مصر وتم تصوير هذه القيادات على شرف الفعاليات التي جرت لاستقبال السيد الرئيس ومضيفه رئيس دولة مصر فكيف فات على الحكومة الاتحادية في أي مستوى تنفيذي سواء أكان على مستوى ولاية البحر الاحمر او على مستوى الحكومة الاتحادية ان تنوير اهالي مثلث (حلايب) من قبائل البشاريين أمر ضروري وهام ويدعم حجة الذهاب إلى المحكمة الدولية فلماذا لا يتم تنوير أهالي (حلايب) بأي مستجدات تطرأ على هذا (الملف)!.