قوبلت دعوة الحركة الشعبية قطاع الشمال لإقامة حكم ذاتي لولايتي (النيل الأزرق وجنوب كردفان) بانتقادات ورفض واسع في الأوساط الرسمية والسياسية والشعبية. وعدَّه حديثاً لا يسنده منطق ولا واقع، وإنما لمجرد التماطل في المفاوضات الجارية حول المنطقتيين. وصف الوفد الحكومي المفاوض حول قضايا المنطقتين بأديس أبابا حديث الأمين العام للحركة الشعبية ياسر عرمان عرمان، ومطالبته بإقامة حكم ذاتي للمنطقتين بأنه نوع من رفع السقوفات التفاوضية والاستهلاك السياسي. وقال عضو الوفد الحكومي المفاوض بشارة جمعة أرور، في تصريح نقله المركز السوداني للخدمات الصحفية، إن حديث عرمان عن الحكم الذاتي يُعد نوعاً من التكتيكات والتماطل في المفاوضات، موضحاً أن عرمان حاول استباق عمل اللجان المتخصصة التي تنتج عن المفاوضات. من ناحيته، رفض الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل رفضاً قاطعاً مطلب الحركة الشعبية قطاع الشمال بمنح منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان حكماً ذاتياً، مؤكداً أن مطلب الحركة القصد منه تعقيد وعرقلة مسار التفاوض. محاولة فاشلة " سعيد يقول أن عرمان لا حزب له ويتحدث من أجل مصالحه الذاتية ولا يراع خصوصية المنطقتين وعلى الوفد الحكومي بالتمسك بقرار الوساطة الأفريقية بمناقشة قضية المنطقتين فقط "وأوضح نائب رئيس الحزب الفريق عبدالرحمن سعيد أن الذي يجري من قطاع الشمال هو محاولة فاشلة بعيدة كل البعد عن هموم وقضايا أبناء المنطقتين، مطالباً الجميع بالتصدي لأفعال وممارسات الحركة الشعبية التي تقف ضد رغبة مواطني المنطقتين بإقامة سلام دائم يخفف معاناتهم. واستنكر سعيد طرح قطاع الشمال، مبيناً أنه كلام فارغ لا قيمة له وقول فاحش لا يخدم الإرادة الوطنية، ولا يؤدي لخروج إنسان المنطقتين من نفق الحرب المظلمة. وأكد سعيد أن عرمان لا حزب له ويتحدث من أجل مصالحه الذاتية ولا يراع خصوصية المنطقتين، داعياً الوفد الحكومي بالتمسك بقرار الوساطة الأفريقية بمناقشة قضية المنطقتين فقط دون الخوض في القضايا الأخرى. من جانبه، قال المتحدث بإسم آلية الأحزاب والقوى السياسية بجنوب كردفان حسين جمعة مؤمن إن الحديث عن الحكم الذاتي للمنطقتين لا يسنده أي منطق أو مطالبات أهلية بجنوب كردفان والنيل الأزرق. وشدد على أهمية الضغط من قبل الوساطة على قطاع الشمال من أجل الانصياع إلى رغبات المواطنين في التوصل إلى سلام شامل ينهي الحرب بالمنطقتين. شبكة الشروق
