* الحمدلله.. في الصباح الباكر جهزت كباية الشاي.. لبن خفيف لزوم اللون.. سكر عدم.. لزوم السكري.. والاقتصاد والتقشف ورفع الدعم.. جلست أمام التلفزيون.. يا فتاح يا عليم أبحث عن حاجة تفرح وتجعل اليوم به قليل من سعادة..!! * قناة BBC العربية.. أوردت خبراً مهماً عن أن شركة (شل) العملاقة.. صنعت في كوريا الجنوبية سفينة عملاقة ارتفاعها يقترب من ارتفاع برج إيفل الفرنسي.. وطولها أكبر من طول (5) ملاعب كرة قدم.. الصعود إلى سطحها يتطلب مصعداً سريعاً يقارب الصعود الى عشرة طوابق.. الغرض منها السفر الى مناطق الغاز داخل المحيطات.. والتنقيب الى أعماق بعيدة.. ومن ثم (تبريد) الغاز الى أكثر من (200) درجة تحت الصفر.. مما يؤدي الى ضغطه في حيز ضيق.. وتحميل أكبر كمية..!! * قناة أخرى.. كانت تحلل.. رحلة المسبار الأمريكي الى كوكب المريخ.. في رحلة امتدت (12) شهراً.. بسرعة 750 ألف ميل في الساعة.. وجدت هناك ما وجدت.. وجارٍ التحليل للمعلومات التي بثها هذا المسبار.. خدمة للبشرية..!! * تجاوزت بسرعة بعض القنوات العربية.. سريعاً لمحت أعلام داعش السوداء في العراق.. وطائرات بشار الأسد تلقي حممها على المواطنين.. ومنظر الأشلاء والدمار.. في ليبيا سلاح منتشر وموت.. ودمار.. والكل في صراع من أجل السيطرة على آبار النفط.. والثورة ضد القذافي.. حملتها رياح المطامع.. تفجيرات في اليمن طالت بعض المواقع التي يسيطر عليها الحوثيون.. (القاعدة) في اليمن تتبنى التفجيرات.. طالبان باكستان تهاجم مدرسة خاصة بأبناء العسكريين.. وتقتل (130) معظمهم من الأطفال..!! * هربت بواسطة الريموت كنترول الى قناة أفلام عربية.. شاهدت فيها.. ولا بلاش.. أحسن تقولوا.. (قليل أدب).. إذا تماديت في الوصف.. (المثير)..!؟! * أغلقت التلفزيون.. وأخذت كتاباً (لدان براون) يتحدث فيه عن الحضارات والفنون القديمة.. وأثر الدين في السياسة.. والعكس.. حتى اليوم..!! * أصابني الملل.. رغم متعة القراءة.. ودقة الوصف للأحداث المثيرة.. وضعت الكتاب جانباً.. نظرت الى (المروحة) التي تدور ببطء أعلى سقف الغرفة.. أخذني دورانها الى أماكن.. وأحداث داخل هذا السودان.. أو ما تبقى منه!؟! * لماذا تتطاحن القبائل السودانية فيما بينها.. حتى التي بينها صلة دم.. وفي أرض السودان متسع للجميع.. ومن أين للجميع هذا السلاح الفتاك.. بهذه الكثرة المخيفة.. ما دور الحكومة؟! * جولات المفاوضات.. بين الفرقاء.. حكومة وحملة سلاح.. (طبعاً المعارضة الله يكون في العون) سرعان ما يحضر (أمبيكي).. وسرعان ما يجتمع الجميع.. بصورة أسرع ينفض السامر.. هو فعلاً (سامر).. أكل ومرعى.. وقلة فعل وصنعة.. يغسلون الأيدي والأفواه.. من لذائذ الطعام والشراب.. سرعان ما يبدأ (دوي المدافع) في الانطلاق.. وتعم رائحة البارود ما تبقى من (جنوب).. الجنوب الجديد..؟!.. ويدفع الأبرياء الثمن..!! * المروحة تدور في سقف الغرفة.. أرى بعين (الحقيقة).. أحداثاً أخرى.. لم أرَ لها حتى الآن تبريراً.. أو حسماً... رغم أن (اللغف) لمال الشعب لا يحتاج لتبرير، بل يحتاج الى عدالة.. سريعة تطمئن القلوب الواجفة.. وتردع العيون التي لا يملؤها إلا التراب..!! * يتعب جداً المراجع العام سنوياً.. في إعداد تقريره.. وكشف الحرامية الكبار.. والأموال التي يحكي عنها طيلة ربع القرن المنصرم.. لوحدها.. كافية لجعلنا دولة (منعنشة) اقتصادياً.. وكان من الممكن أن تعود للسودان سيرته الاقتصادية.. والاجتماعية.. والتعليمية.. والصحية.. والأممية العالمية.. والعربية.. والأفريقية.. ولكن أهل السياسة في بلادنا (كجهنم) والعياذ بالله.. دائماً يقولون للأموال.. هل من مزيد؟! * ورغم ذلك البلاد ما يزال فيها خير كثير.. نتمنى أن تتمتع به الأجيال القادمة.. في ظل أوضاع أحسن.. إن شاء الله.. يكثر فيها العلم.. والتعلم.. والبحث العلمي..!! * مسألة أن نصل الى مرحلة الاختراع.. والبحوث العلمية التي تفيدنا والبشرية.. لا بأس بها.. لأن الأحلام مشروعة.. والألف ميل تبدأ بخطوة.. إذا توفر لهذه الخطوات الحرية.. والفكر.. والديمقراطية.. والتداول السلمي للسلطة.. والعمل من أجل رفاهية (كل) الشعب..!! * بعيداً عن العنتريات التي أقعدت بنا زماناً.. وإذا استمر الحال كما هو عليه منذ الاستقلال.. ولم يتصدَّ جيل جديد لحمل الراية.. ما علينا إلا أن نقول..!! * نحن .. وين يا عمك..؟!! صحيفة الجريدة
