انطلاقاً من حجم الجماهيرية الكبرى التي تحظى بها موسوعة ويكيبيديا الشهيرة على الإنترنت كمصدر هام للأخبار والمعلومات، قامت مؤخراً عملاقة محركات البحث الأميركية، غوغل، بإضافة الموسوعة ضمن مجموعة إصداراتها الثابتة التي تستقطبها من أجل تهيئة الموقع وتحديداً صفحتها الإخبارية. فقبل عدة أيام، على سبيل المثال، كان بإمكان المستخدمين أن يلحظوا عند زيارتهم لخدمة الصفحة الإخبارية الخاصة بغوغل Google News أن هناك أربعة مقالات إخبارية من بين نحو ثلاثين مقالا ً ملخصة هناك، لها روابط بارزة بمقالات ويكيبيديا، من بينها مقالات تعني بتغطية الأخبار الخاصة بتفشي مرض إنفلونزا المكسيك وتظاهرات الانتخابات الإيرانية. وفي هذا الشأن، قال غابرييل ستريكر، متحدث باسم شركة غوغل، أن إضافة مقالات ويكيبيديا الإخبارية جنبا ً إلى جنب مع آلاف الإصدارات لتي تستعين بها خدمة غوغل الإخبارية قد تم البدء بها كتجربة لم تُشاهد إلا على نطاق صغير من جانب بعض المستخدمين. وأشار في الوقت ذاته إلى أن غوغل كانت تريد أن تتأكد - قبل أن تبقي على خدمة ويكيبيديا الجديدة بصورة مستديمة - من أن الأشخاص الذين يبحثون عن الأخبار، ستتوافر لديهم الرغبة في قراءة المقالات التي يقدمها المتطوعون الذين يعملون بصورة تعاونية عبر شبكة الإنترنت. وأضاف ستريكر بقوله :" رأينا أن المستخدمين يجدون في صفحات ويكيبيديا إضافات مفيدة لعدد كبير من الأخبار التي يطلعون عليها. وغالبا ً ما تقوم ويكيبيديا أيضا ً بتقديم استعراض أوسع في النطاق للموضوعات". من جانبها، قالت صحيفة النيويورك تايمز الأميركية أن ترويج غوغل للمحتوى الخاص بويكيبيديا ليس بالأمر الجديد تماماً: فعادةً ما يقوم محرك البحث غوغل بإدراج مقالات ويكيبيديا بشكل روتيني كنتيجة أولى لعملية البحث. لكن استخدام تلك المقالات على صفحة الموقع الإخبارية – خصوصاً وأن ناشري الصحف يشتكون من قيام غوغل بتطوير موقع إخباري منافس من خلال استعانتها بعناوين وقصاصات من مقالات صحافية – أمر يزيد من إثارة التساؤل الذي يتحدث عن الطريقة التي تتمكن من خلالها الإصدارات من إحكام السيطرة وفرض رسوم على محتواها. هذا وقد جاءت الأخبار التي تحدثت عن إقدام غوغل على إضافة خدمة محتوى ويكيبيديا الإخباري ضمن باقي المصادر الإخبارية التي تستعين بها في صفحتها الإخبارية بمثابة الأخبار التي لم يكن يعلم عنها أي من مسؤولي ويكيبيديا شيء. حيث قال جاي والش، المتحدث باسم مؤسسة ويكيبيديا، أنه علم بالأمر من خلال قراءته لإحدى الأخبار المنشورة على الإنترنت بخصوص الموضوع من قبل مختبر نيمان للصحافة. وختم والش بقوله :" بإقدام غوغل على تلك الخطوة، فإنها تعترف بأن ويكيبيديا قد أصبحت مصدرا ً للمعلومات المحدثة أولا ً بأول. لكنها تبقي في نهاية الأمر مجرد موسوعة معرفية".
