تتعامل دول النفط.. والتي تحتاج إلى عمالة أجنبية.. تتعامل مع هذه العمالة حسب المنطقة الجاية منها من حيث الرواتب.. أحيانا أحس إنو معاها حق.. واحيان كتيرة لا.. يعني طبيب جايي من بريطانيا.. ياخد مرتب عشرة أطباء من السودان.. شرطا أن يكون الطبيب البريطاني دا بريطاني صح صح.. ما يكون ماخد الجنسية هناك.. يعني أبيض وشعرو سبيبي.. وعيونو خدر.. وحتى إن كان أسود أن تكون أصوله ما من دولة عربية وبينضم عربي.. ما يكون أزرق شعرو قرقدي راسو كبير كرعينو رقاق.. أذكر في احدى الجامعات الخليجية في كلية البيطرة كان هناك راعي نيوزيلندي جايبنو لغنم الكلية وحيوانات الكلية.. كان مرتب هذا الراعي يضاهي مرتب أستاذ جامعي من السودان.. وبي حساب يوم الليلة مرتبه يساوي مرتب خمسين راعي سوداني.. مع انهم الاتنين رعاة.. لكن الفرق داك من نيوزيلندا ودا من عد الغنم.. وداك بيلبس جنز وكسكتة ودا بيلبس عراقي وسرول وطويقية في نص الراس.. والراعي النيوزيلندي لما يكورك للخروف يقيف ويكورك ليهو براحة يقول ليهو: “كموووون.. بيبي”.. ولما يصلو الخروف يمسح علي ضهرو ويقول ليهو: “أوكي.. قوود بوي.. قوود بوي”.. أما زولنا نحن.. يكورك ليهو ولو ما جاهو برطع برطع برطع يتساككو هو والخروف يوم كامل ويكون جاري ويكورك لي للخروف: “أقيف.. أقيف.. تقيف فيك الحاجة التحيجك”.. ولما يقبضو يرصعو في بطنو ويمسكو يشنقلو علي ضهرو في الواطا ويكون عاضي ليهو حبل في خشمو.. يربط بيهو الخروف في كراعو لمن كراع الخروف تدور تتقطع.. الفرق هنا واضح في التعامل.. وإحساس إنو الخروف زيو واااااحد مافي فرق.. راعينا ممكن يبرطع ورا شافعو زي ما بيبرطع ورا الخروف.. وعادي جدا لو مشيت البادية تلقى المساككة واقعة قرف.. لو ما واحد ساكي ليهو خروف واللا نعجة يكون ساكي شافعو.. وتطبيق الحديث الشريف حرفياً: “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته” والرعية ياها الرعية في المساككة كان خروف ولا كان شافع.. والشفع لو ما لقو شي يسووها يقعدو يلعبو سك سك، استعدادا للمستقبل! هاجر إلى أمريكا في بداية التمانينات أكمل دراسته في تخصص نادر نال الجنسية الأمريكية.. لكنه ما زال محتفظا بسودانيته.. أخلاقا وسلوكا وفخرا، تعاقد للعمل في إحدى دول الخليج بمبلغ وقدرة خمسون ألف ريال في الشهر.. بصفته خبيرا أمريكيا وصوهو أصحابو.. لما تمشي هناك أوعك تتكلم عربي.. لو عرفو إنك عربي مرتبك ح ينقص، وصل إلى موقع العمل في الخليج.. عمل بالوصية شبكهم انقليسي زي الزفت، مدير الشركة شكّ فيه.. حاول يستفزو قال ليهو بالعربي: “والله شكلك وها الخليقة، خليقة سوداني” أخونا شالتو الهاشمية وختتو الجعلية وقال ليهو بطول حسو: “نان السوداني مالو؟.. كعب؟.”. ثم صدر أمر بتخفيض مرتبو من خمسين ألفا إلى خمسة آلاف.. غايتو لو كان قال ليهو: “عان دا.. نان السوداني مالو؟ كعب؟” كان مرتبو خفضوهو ليهو لي الفين.. جملة “عان دا” براها بي (ماينص) تلاتة آلاف!!!.
