تعرّض الأطفال للتحرش أو الاعتداء الجنسي أمرٌ يثير فزع الأمهات، خاصةً مع بدء اختلاط الطفل بالغرباء في المدرسة أو الأندية الرياضية أو أي نشاط اجتماعي آخر. ويظل التساؤل: كيف أحمي طفلي من ذلك الخطر؟ و كيف أكتشف وقوعه وعلاجه؟ يشعر الطفل الذي يتعرض للاعتداء عادةً بالذنب أو العار والارتباك. وغالباً ما يصبح خائفاً من الإفصاح عمّا تعرض له، خاصةً إذا كان المعتدي أحد الأقارب، أو صديق للعائلة، أو القائمين على رعايته أو تعليمه، فالطفل يصبح لديه خوفٌ واضحٌ من هؤلاء، ولذلك فإن هناك جرس إنذار ينبهك لهذا الخطر. أعراض سلوكية انسحاب الطفل من الأنشطة اليومية أو المعتادة دون مبرر واضح. – تغييرات في السلوك مثل العصبية أو الغضب الشديد أو النشاط الزائد. – انتبه إلى نشاطه وأدائه المدرسي، خاصةً إذا تكررت الشكوى من معلميه. – إذا ظهرت على الطفل أعراض اكتئاب، من قلق أو بكاء غير معتاد وبلا سبب. – انعدام الثقة بالنفس بصورة مفاجئة. – الرغبة في الغياب المتكرر عن المدرسة أو ركوب الحافة المدرسية. – هروب من الأنشطة المدرسية، وعدم الرغبة في العودة للمنزل. – محاولات متكررة للهرب، وأحياناً للانتحار. – سلوك متمرد مفاجىء. – سلوك أو معرفة جنسية لا تتناسب مع عمره وبيئته. – إذا لاحظت سلوكاً جنسياً من طفلك تجاه الأطفال الآخرين. – إهمال النظافة الشخصية. – أخذ أموال أو أشياء تخص الآخرين دون إذن. قد لا تجتمع السلوكيات السابقة سوياً، بل تختلف باختلاف الشخص المعتدي على الطفل، وطبيعة الاعتداء ومدى تكراره. علامات جسدية للاعتداء الجنسي – الإصابات غير المبررة؛ كالجروح، والحروق، والكسور. – إصابات لا تتناسب مع تبرير الطفل أو روايته. – مشاكل طبية بلا سبب واضح. – عدوى جنسية أو مرض أو جروح في أعضاء الطفل التناسلية. – وجود آثار دماء على ملابس الطفل الداخلية. – صعوبة في المشي أو الجلوس أو شكوى من ألم في الأعضاء التناسلية. علامات نفسية – تأخر التطور وردود الأفعال العاطفية. – فقدان الثقة بالنفس أو احترام الذات. – الشكوى من صداع أو آلام الرأس أو البطن دون سبب طبي. – فقدان الرغبة في أداء الأشياء المحببة سابقاً. – زيادة أو نقص ملحوظ في الوزن، وفقدان شهية أو إفراط في تناول الطعام وكأنه نوعاً من الانتقام. – إخفاء الطعام لتناوله لاحقاً. – اللامبالاة الواضحة. كيف تتعامل مع الواقعة؟ إذا لاحظت أي من العلامات السابقة عليك باتخاذ الاجراءات التالية: – استيعاب الأزمة والتحلي بالهدوء و الصبر. – عدم إلقاء اللوم على الطفل. – منح الطفل الاحترام الكافي والثقة بالنفس. – لا تغذي لديه الشعور بأنه ضحية حتى لا يستسلم للأزمة. – أشعر الطفل بالاحتواء والحماية. – استمع للطفل دون أن تشعره بالتقصي أو التحقيق، ولا تمارس الضغط عليه لرواية الواقعة، دعه يروي ما يريد من الحادث، وامنحه الثقة ليتحدث معك وقتما يشاء. – لا بد أن يطمئن الطفل إلى وقوع عقاب على المعتدي عليه، أين ما كانت درجة قرابته أو سلطته على الطفل أو الأسرة. – سرعة إبلاغ السلطات بشأن الحادث والمعتدي إذا كان معروفاً لديكم. – زيارة الطبيب فوراً للتجاوز الأزمة وعدم تكرارها. الوقاية ربما تصبح الوقاية خير من التعرض للأزمة والبحث عن علاج لها، لذلك عليك تدريب طفلك على النصائح التالية لتجنب تعرضه للتحرش أو الاعتداء الجنسي: – علّم طفلك أن جسده ملكٌ له فقط، وليس لأحد الحق في الاقتراب منه أو الاحتكاك به بشكل مباشر حتى ولو من قبيل المزاح. – أخبر طفلك أن المناطق الحساسة ممنوع لمسها، وهي ليس مناطق مشينة، ولكن ممنوع اقتراب الغرباء أي إن كانت درجة قرابتهم، و إذا قام أحدهم بلمسها عليه إبلاغ الأم فوراً، مع طمأنة الطفل بأنه لن يعاقب. – ممنوع الاستعانة بأحد للذهاب إلى الحمام في المدرسة أو النادي، وإذا كان الطفل في مرحلة الحضانة عليك بالتعرف على المربية أو المشرفة على مساعدة الأطفال على التعامل مع الحمام، – اطلب من المدرسة عدم تغيير تلك المشرفة، أي ألا يعتاد طفلك على خلع ملابسه أمام الجميع، وكذلك تابع سلوكيات طفلك بهذا الشأن، و يفضل عدم التحاق الطفل بالحضانة قبل التدريب على الذهاب للحمام منفرداً. – علم طفلك على عدم التواجد في الأماكن المنعزلة وعدم السماح لأحدٍ بالانفراد به لأي سبب. – نمِّ في طفلك الثقة بالنفس، فلا يخشى من المعتدي ويبادر بالصراخ والرفض والإبلاغ عنه فوراً. – انتبه إلى تعليم طفلك عدم الاستجابة إلى إغراءات الغرباء بالحلوى أو المداعبة والمديح أو حتى تهديداتهم. – لا تعوّد طفلك على انفراد الغرباء به أو النوم لدى الأقارب والأصدقاء.