يعتبر عصير الطماطم من أكثر المشروبات التي يطلبها ركاب الطائرات، وهي ظاهرة حاول الباحثون تفسيرها بشكل علمي وخلصوا إلى أن طعم عصير الطماطم في الجو مختلف عنه في الأرض، فما سر هذا الاختلاف؟ يرصد العاملون في مجال الطيران، شعبية كبيرة لعصير الطماطم الذي يفضله الركاب بشكل ملفت للانتباه. وحاول الباحثون بمعهد “فراونهوف” الألماني تفسير سبب هذه الظاهرة وخلصوا إلى أن اختلاف الضغط هو السبب في جعل عصير الطماطم فوق السحب ألذ في الطعم منه على الأرض. ورصدت شركة الخطوط الجوية الألمانية “لوفتهانزا” هذه الشعبية الكبيرة لعصير الطماطم على متن رحلاتها، إذ قدرت كمية عصير الطماطم التي يطلبها الركاب خلال رحلاتها بنحو 7,1 مليون لتر سنويا. ونقلت صحيفة “أوغسبورغر ألغايمانه تسايتونغ” الألمانية عن الباحثة بالمعهد، بورداك فرايتاغ قولها: “لا يظهر الطعم الحقيقي لعصير الطماطم في أجواء الضغط الجوي المعتاد، إذ يصف معظم الناس طعمه بالماسخ ويحمل رائحة التربة، لكن يتحول طعم هذا المشروب في ظل ضغط الهواء داخل الطائرة ليتحول إلى الطعم السكري الذي تفوح منه رائحة ثمار الطماطم”. وأجرت الباحثة اختبارات للتذوق على عدد من ركاب إحدى الطائرات التي اتسمت بضغط جوي منخفض، لتتأكد من فكرة تركيز الطعم عند انخفاض الضغط الجوي. وأكدت الدراسات أن الإحساس بتركيز طعم السكر والملح يتغير مع تغير الضغط الجوي ونسبة الرطوبة. وأشار الباحثون إلى عنصر آخر مهم يزيد من شعبية عصير الطماطم خلال الرحلات الجوية، وهو عنصر التقليد. فرؤية أحد الركاب لراكب آخر يطلب عصير الطماطم، يحفزه لتجربته وهكذا يكتسب هذا المشروب الطبيعي شعبيته بين ركاب الطائرات، وفقا لتقرير نشرته مجلة “فوكوس” الألمانية. وانطلاقا من هذه النتيجة، توصل الباحثون إلى أن مذاق بعض الأطعمة الآسيوية التي لا تحتوي على بهارات قوية كالسمك والدجاج، يتغير داخل الطائرة وبالتالي يجب زيادة نسبة البهارات فيها. وتساعد هذه النتائج، شركات الطيران على تحسين مذاق مشروباتها وأطعمتها المختلفة خلال الرحلات.