يوم الخميس 12 مايو 2016 تفاجأ العالم مثلما انفغر فاهه مرات سابقات حينما استطاع الرئيس عمر البشير وفى تحدى واضح غير معترف بمخرجات ما يسمى (المحكمة الجنائية الدولية ) بزيارة جمهورية يوغندا الصديقة من اجل تقديم التهنئة وحضور مراسم تنصيب الرئيس يورى موسفينى لدورة رئاسية جديدة . تعتبر الزيارة تحد آخر لأمر الاعتقال الصادر من الجنائية دولية بسبب اتهامات تتعلق بإبادة جماعية فى دارفور التى استقبلت ولاياتها الخمس زيارة البشير فى ابريل الماضى ثم تواضعت على استفتاء جرى واختارت شكل حكمها المحلى ليكون كما هو كائن (ولايات) كما تعتبر الزيارة كسر اخر شوكة من اشواك (الجنائية ) التى تعتقد ان الصديقة يوغندا يمكنها ان تعتقل البشير كما ظنت لما زار الرئيس البشير جمهورية جنوب افريقيا وقالت الصديقة جنوب افريقيا (من جاء من الزعماء الافارقة ضيفا علينا سيقى امنا حتى يعود الى وطنه ولانعترف بالجنائية ) ونعلم كما تعرفون ان المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي كانت قد اصدرت أمرين باعتقال الرئيس عمر البشير في عام 2009م وعام 2010 م لاتهامه بتدبير إبادة جماعية وأعمال وحشية أخرى في إطار حملته لسحق تمرد في منطقة دارفور غرب السودان, ولم تستطع تلك المحكمة فى اثبات الزعم والفرية بل كانت مشاهد سيناريو سياسى التوجه وليس قانونى الاطار يستقصد احراج الرئيس البشير عالميا وتصويره بالمذنب , ولكن فشلت كل تلك المحاولات الواحدة تلو الاخرى . والجديد فى هذه الزيارة، انها تمثل أحدث تحدٍ من الرئيس البشير للمحكمة الجنائية الدولية بزيارته إلى بلد سبق بأن هدد مسئولوه باعتقاله وتسليمه إلى المحكمة في حال وصل أراضيه. وجاءت زيارة البشير إلى كمبالا للمشاركة في تنصيب نظيره الأوغندي موري موسفيني، في ظل انفراجة في العلاقات بين البلدين بعد توتر امتد لأكثر عشر اعوام فى سياق ان العداوات والقطيعة بين الاصدقاء والجيران لاتدوم طويلا , وان المصالح العليا لكلا تسرع فى تحقيق تعاون مشترك وتصحيح المسارات التى كانت مقفولة بين البلدين , وفى هذا الخصوص قام نائب الرئيس حسبو محمد بزيارة الى يوغندا فى فبراير من العام الماضى ثم زار الرئيس اليوغندى موسفينى السودان فى سبتمبر من نفس العام الماضى وتم مناقشة كافة المواضيع والملفات ووضع النقاط الواضحة على الجمل الصريحة , وتحسنت العلاقات اكثر واكثر . لقد فشلت منظمة العفو الدولية حينما طلبت من أوغندا اعتقال البشير فورا وتسليمه للمحكمة, وقال موثوني وانيكي المدير الإقليمي للمنظمة في شرق أفريقيا ومنطقة القرن الأفريقي والبحيرات العظمى “أوغندا ملزمة التزاما مطلقا باعتبارها من الدول الموقعة على بيان روما الأساسي بتسليمه للمحكمة الجنائية الدولية.” ولكن يوغندا لم تفعل بل اعلن وزير الدولة للعلاقات الدولية في أوغندا أوكيلو أوريم ، أن بلاده لايمكنها توقيف الرئيس البشير. وأضاف “نحن لا ندعو الرئيس البشير ليتم القبض عليه، في الواقع نحن نذهب لرؤيته يغادر بسلام “. , وهنا انكسرت شوكة (الجنائية ) الاخيرة . وعندنا قال وزير الدولة بالخارجية السودانية كمال إسماعيل، في تصريحات صحفية بمطار الخرطوم فور عودة الرئيس البشير الذي كان برفقته “هذه أول زيارة للرئيس منذ 10 سنوات وكانت مفاجأة للحضور من الرؤساء ورؤساء الحكومات الأفارقة الذين شاركوا في حفل التنصيب”مضيفا بأن زيارة البشير كانت لافتة للنظر، ومثار حديث الرئيس موسفيني الذي قال إن وجوده معنا يعني أن أفريقيا تخلصت من المحكمة الجنائية الدولية وما عادت تهمها”.ونقل إسماعيل عن الرئيس الأوغندي قوله: “كنا نعتقد أن المحكمة الجنائية صادقة لكن اتضح لنا أنها مُسيسة”. يوم او يومين او ساعات من عمر الزيارة المهم المخرجات السياسية المهمة التى خرجت بها الزيارة وهى تكسير اخر شوكة من اشواك (الجنائية) التى استطاع الزعماء الافارقة ركلها كثيرا مما يدلل تماما انها غير معترف بها ولا بقراراتها السياسية ليس الا . كتب- سعيد الطيب عبدالرازق