* كم يبلغ عدد القنوات الفضائية الرسمية في السودان؟ * أظن أن الإجابة صعبة حتى على مسؤولي وزارة الإعلام. * الفضائية السودانية، الشروق، النيلين، سودان دراما، سودان منوعات، أنغام، النيل الأزرق، بخلاف قناة جامعة الخرطوم، وقنوات البحر الأحمر وكسلا والخرطوم والجزيرة الخضراء، وغيرها من الفضائيات الولائية، والمحطات الأرضية التي تمول كلها من المال العام، وتنتشر في معظم محليات السودان. * لا ندري سبباً يفسر ولع بعض المعتمدين بإنشاء محطات تلفزة أرضية في محلياتهم، لأنها نادراً ما تشاهد، وقلما تحظى بأي متابعة حتى من مواطني المحليات أنفسهم. * تلفزيون السودان يوظف جيشاً جراراً من الإداريين والعمال والفنيين، ويفشل في توفير مستحقاتهم، ومعظم برامجه مملة.. الشروق تعرضت لعملية (تحجيم) غير مدروسة، أثرت عليها سلباً.. النيل الأزرق اختلط فيها العام بالخاص. * من يتابعون قناة النيلين يدركون أن ما يحدث فيها يمثل أسوأ أنواع الهدر للمال العام. * قبل يومين حرصت مع كثيرين على مشاهدة مباراتي الهلال مع الخرطوم، وأهلي شندي مع المريخ، على قناتي النيلين وسودان منوعات. * القناة التي (لم تنقل) مباراة المريخ وأهلي شندي ظلت صورتها تتجمد وتختفي باستمرار، ولحسن الحظ فإن بث قناة النيلين لم يقطع، خلافاً للمعتاد، لكن القناة حافظت على معدلاتها المعهودة بخصوص رداءة الصورة، وضعف مستوى المحللين، وعدم قدرة مخرجي أستوديوهاتها التحليلية على مواكبة المادة المبثوثة. * أثناء الأستوديو التحليلي لمباراة الهلال والخرطوم عرضت القناة لقطات لمباريات أقيمت قبل ثلاثة أعوام. * عندما تم استعراض الهدف الذي سجله الهلال تمت إعادته أكثر من ثلاثين مرة، ومن يعملون في الأستوديو عاجزون حتى عن إعداد ملخص لأهم لقطات الشوط. * قناة النيلين وملحقاتها (من منوعات ودراما) نادراً ما تنجح في بث مباراة كاملة، مع أن الحكومة دفعت عدة مليارات من الجنيهات (بمبادرة جميلة من النائب الأول) للاتحاد العام كي تمكن محبي كرة القدم من مشاهدة البطولة الكبيرة. * لا ندري أين تكمن المشكلة، هل هي في ضعف كفاءة الكوادر المشرفة على الجوانب الفنية، أم في الأجهزة، لكن الثابت أن كثرة القنوات أتت خصماً على التجويد، لذلك نقترح حصر كل تلك القنوات وتجميعها في قناتين أو ثلاث، تتوافر لها إمكانات مادية جيدة، وأجهزة حديثة، وفرص تدريب للكوادر المشرفة على التشغيل، كي لا تتواصل المهازل التي تحدث في فضائيات تقطع صورتها وتتجمد، ولا تتمتع بأي قدرة على جذب المشاهدين ببرامج قوية. * المقترح المذكور يمكن أن يشمل المحطات الأرضية التي تتبع للمحليات. * لا يعقل أن تصر الحكومة على تشغيل عدد كبير من القنوات التلفزيونية وهي لا تمتلك أي فضائية مؤثرة، تجود عملها، وتتوافر لها الإمكانات والكفاءات اللازمة لإنتاج برامج جاذبة وهادفة، بدلاً من الهراء الذي تقدمه فضائيات متناثرة، تفتقر كلها إلى مقومات الجذب والتطور، في ملعب يزخر بأقوى المنافسين.