أنهى الزعيم القبلي ذائع الصيت في دارفور، موسى هلال، زيارة نادرة الى ولاية نهر النيل، شمال السودان أجرى خلالها لقاءات وصفت بأنها اجتماعية مع قيادات أهلية وزعماء طرق صوفية . واصطحب هلال في زيارته، قيادات أهلية وسياسية من مختلف قبائل دارفور، وكردفان بينهم بشارة حسن الطاهر، والعميد بخيت دبجو، والعقيد محمد بشر. ومحمد عبد الله ود أبوك، إضافة إلى قيادات أهلية من قبيلتي الفلاتة والزغاوة. وأفاد محمد عبد الله ود أبوك، القيادي بقبيلة المسيرية، (سودان تربيون) الأحد، أن زيارة هلال لنهر النيل كانت تلبية لدعوة تلقاها من الشيخ محمد الأمين حمد الجعلي، الزعيم العشائري وشيخ الطريقة القادرية بمنطقة “كدباس” بالولاية. قائلاً إن الوفد يتكون من قيادات أهلية وشبابية وسياسية من مختلف قبائل دارفور وصلوا نهر النيل في موكب مؤلف من 16 سيارة. ويشار الى أن شيخ الطريقة القادرية يتمتع بعلاقات متينة مع الرئيس السوداني، عمر البشير، وتجري بينهما اتصالات مباشرة. وأوضح ود ابوك أن هلال لبى دعوات متعددة اثناء زيارته لنهر النيل، بينها زيارة الى منطقة (الفاضلاب)، بجانب دعوة من الزعيم العشائري بقبيلة الرشايدة مصلح نصار بمدينة شندي. وأكد ود ابوك أن الزيارة كانت في إطار التواصل الإجتماعي بيد أن قضايا السودان كانت حاضرة في اللقاءات لجهة أن أساس حل مشكلة السودان هو اجتماعي ايضا علاوة على الجوانب السياسية. وأضاف “نسعى لأن يتعرف الناس على بعضهم البعض ويستمر تواصل روحي بين مشايخ السودان وقياداته الأهلية.. نريد مبادرات تتولد من المجتمع للتعرف على أحوال أهل دارفور وكردفان.. هدفنا أن لا ينحصر التواصل على السياسيين”. وأشار الى أن الوفد الزائر لنهر النيل طلب من قيادات المنطقة تبادل الزيارات بين الأطراف لحلحه المشاكل. وبرز نجم موسى هلال، في أعقاب تفجر أحداث دارفور، نتيجة تمرد بعض أبناء الإقليم وحملهم السلاح في وجه حكومة الخرطوم، احتجاجاً على ما اعتبروه تهميشاً متعمداً يتعرض له الإقليم. وظهر الرجل كزعيم قبلي رافض لمنهج الحركات المسلحة، مسانداً للحكومة في قتالها ضد الحركات. ويؤكد هلال في لقاءات صحافية متعددة أنه لم يحمل سلاحا مطلقا، لكنه حرض العرب الآخرين على القتال. ويصور هلال نفسه حاميا ومدافعا عن القبائل العربية. حسبما أظهرته تسجيلات صوتية أثناء اعتكافه بباديته بشمال دارفور. وظلت الاهتمامات تلاحق تحركات هلال منذ مغادرته الخرطوم مغاضباً في العام 2013 تاركاً مناصبه بالدولة مستشاراً بديوان الحكم الاتحادي، ونائباً برلمانياً. واعتكف هلال عقب خروجه من الخرطوم، بمنطقة (مستريحة) بشمال دارفور، لنحو عامين متتاليين، معلناً خلالها قطيعة رسمية مع الحكومة كادت أن تقترب من المواجهة العسكرية. وبعد سلسلة من اللقاءات الرسمية بين هلال وقيادات بالدولة، وصل هلال الى الخرطوم في الثاني من يونيو 2015، بطائرة خاصة على رأس وفد قوامه نحو 40 شخصاً من رجاله للمشاركة في حفل تنصيب المشير عمر البشير رئيساً للبلاد لدورة رئاسية جديدة. واستقبل يومها استقبالاً حاشداً من أنصاره بمطار الخرطوم.