هاجم وفد الحكومة السودانية المفاوض رئيس وفد الحركة الشعبية شمال، ياسر عرمان بضراوة قبيل الدخول الى المفاوضات المباشرة بأديس أبابا، وتجري الوساطة الأفريقية لقاءت مكثفة لبدء الجولة عصر الأربعاء باجتماع للجنة الترتيبات الأمنية. وعلمت “سودان تربيون” أن المفاوضات الرسمية المباشرة ستبدأ في الرابعة من عصر الأربعاء، عقب اجتماع الوساطة مع الحركات المسلحة وسط تكتم على مخرجاته. وحمل المتحدث باسم وفد حكومة السودان السفير حسن حامد، ياسر عرمان مسؤولية إطالة أمد الحرب بمنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، ووصفه بالصوت النشاذ داخل الحركة. وقال حامد في مؤتمر صحفي لوفد الحكومة في فندق ريدسون بلو بأديس أبابا حيث تنعقد المفاوضات: “حديث عرمان سمج ومكرور ويعني اطالة إمد الحرب ويمثل الصوت النشاذ”. وكان عرمان قال إن الحركة الشعبية مستعدة لوقف اطلاق نار لمدة عام، وتقديم تنازل بقبول مسارات خارجية وداخلية بالمنطقتين”، قبل أن يؤكد عدم الاتفاق لوقف العدائيات بالمنطقتين بدون دارفور. وأكد حامد عزم الوفد للوصول الى سلام عادل في هذه الجولة استنادا على خارطة الطريق وفق جدول زمني ملزم للأطراف، وأبان أن الوفد يتطلع إلى اجراءات عملية فيما يلي تطبيق الجدول الزمني. ووصف ممثل القوات المسلحة بوفد التفاوض الحكومي اللواء مصطفى محمد مصطفى حديث عرمان عن وقف اطلاق النار لعام بغير العملي ولا يفضي لحل سياسي أو عسكري، وكشف عن خروقات عديدة موثقة للحركة الشعبية تضرر منها المدنيون، وزاد “الحركة لم تتوقف في تعدياتها وخروقاتها تجاه المواطنين.. لدينا رصد كامل لخروقاتها”. وأشار مصطفى إلى تعرض معسكرات تتبع لقوات حكومية لهجوم من الحركة الشعبية، لكنه اكد التزامهم الكامل بإعلان الرئيس وقف اطلاق النار لأربعة أشهر وحماية المواطنين ومراقبة الموقف، وأضاف “نراقب الموقف والرد المناسب في الوقت المناسب.. جئنا برغبة كاملة لوقف الحرب مع احتفاظنا الكامل بالرد على اعتداءات الحركة”. وقال مفوض العون الانساني عضو الوفد الحكومي المفاوض أحمد آدم، إن حديث رئيس وفد الحركة عن الوضع الانساني بالمنطقتين حمل مغالطات عديدة، وحمل الحركة مسؤولية الأوضاع الانسانية بمناطق سيطرتها لرفضها المبادرة الثلاثية من الأممالمتحدة والجامعة العربية والاتحاد الأفريقي، ورفض “26” خطوة لانفاذها آخرها مبادرة الحكومة المنادية بتحصين الأطفال بالمنطقتين بحجج غير مقبولة. وتابع “إن عرمان يتاجر بالقضايا الانسانية وتحقيق وصول مساعدات انسانية بدون حل شامل للقضية”. وشكك المفوض في الأرقام المتأثرين بالحرب التي أوردتها الحركة، قائلا إن الوضع الانساني بجنوب كردفان مستقر بإقرار الأممالمتحدة، والحكومة أجرت مسوحات بالنيل الأزرق، وأردف “مبادرتنا بتحصين الأطفال قائمة ولا تزال بدون شروط”. وأوضح أن الحديث عن عزل الحكومة للمناطق غير صحيح، مؤكدا أن 9 من وكالات الأممالمتحدة و8 منظمات أجنبية وعددا من المنظمات الوطنية تعمل في النيل الأزرق وأخرى في جنوب كردفان، منوها إلى مؤشرات تحسن الوضع الانساني التي تقاس بمعدل الوفيات ومدى انتشار الوبائيات ووصول الإغاثة. في غضون ذلك اعتبر عضو الوفد الحكومي جمعة بشارة أرو، حديث عرمان لا يعبر عن موقف الحركة وانما شخصيات وعناصر بداخلها، لا تريد السلام. وقال حسين كرشوم عضو وفد التفاوض الحكومي إن رئيس وفد الحركة أرسل إشارات لا تدفع للاتجاه الذي قالت به الحركة عشية التوقيع على خارطة الطريق، وشدد على فورية البنود المتعلقة بالخارطة الزمنية في الترتيبات الأمنية ووقف العدائيات والمساعدات الانسانية. ووصف الجولة الحالية بالمفصلية، وهدد الحركة في حال تعنتها بوضع نفسها على رصيف المتفرجين لجهة أن أصحاب المصلحة يريدون السلام في مناطقهم، وأضاف “اكتسبنا مناعة من المراوغة ومن اللعب بالكروت ومن الشعب السوداني الذي اذا لم تمض معه في طريقه سينساك ويضعك في مزبلة التاريخ”. وأفاد كرشوم أن كل المؤشرات تقود الى مواقف جديدة استنادا الى الحراك في السودان ومواقف المجتمع الدولي التي تمضي في اتجاه انفراج الأوضاع في السودان، قائلا إن هذه المؤشرات تمضي بخطوات متسارعة نحو تفاوض يفضي الى سلام واستقرار والى حوار يقر وثيقة وطنية تنتهي بدستور دائم. ويبدي مراقبون تفاؤلا كبيرا بجولة التفاوض الحالية ويعتبرونها حاسمة خاصة وأن الإدارة الأميركية الحالية تضغط عبر مبعوثها لإنهاء الحرب في السودان قبل انتهاء الفترة الرئاسية الحالية التي تبقى من عمرها أربعة اشهر.