أنا متزوج منذ ثلاث سنوات، وزوجتي لا تعير لي أي اهتمام، ولا تهتم بي، ففي الخصام معها أنا من أصالحها، بالرغم من أنها هي المخطئة، وأعتذر لها، ومهما فعلت من الخير لا تراه شيئًا بل تعتبره نوعًا من الاستخفاف بها، بالرغم من أنها تعترف لي في بعض المرات بأني أتحملها كثيرًا، ولكن سرعان ما ترجع إلى مزاجها المتغلب، وتنكر كل ذلك، وإذا اشتريت لها هدية مثلاً لا تفرح بها ولا تعتبرها شيئًا، ولكن لو حدثتها أي واحدة من صديقاتها بأن زوجها اشترى لها نفس الهدية؛ تعتبر أن زوجها يحترمها ويحبها! ودائمًا تكره العلاقة الحميمة. الجواب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، شكراً على تكرّمكم بطلب الاستشارة من موقعكم وثقتكم بنا، آملين في تواصلكم الدائم مع الموقع، وبعد: فقد حذر رسولنا -صلى الله عليه وسلم- النساء من كفران العشير، والمؤمنات بحاجة إلى التذكير؛ والذكرى تنفع المؤمنات والمؤمنين. ونسأل الله أن يلهمها رشدها، وأن يفقهها وبناتنا وأخواتنا في الدين. والمرأة لا تؤدي شكر ربها حتى تشكر لزوجها، بل إن طاعتها لزوجها هو أمر من ربنا وربها سبحانه، ونسأل الله أن يصبرك، وأن يهديها إلى الحق والخير. ولا يخفى على أمثالك أن وصية الرسول -صلى الله عليه وسلم- توجهت إلينا معشر الرجال؛ حيث قال صلى الله عليه وسلم: “استوصوا بالنساء خيرًا”، بل حرج حق الضعيفين: اليتيم والمرأة. ونحن نشكر لك إحسانك، ونطالبك بالمزيد؛ طاعة للحكيم المجيد، وندعوك إلى عدم المن عليها بإحسانك، ولكن باحتساب ما تقوم به، والرجل يؤجر على دينار ينفقه على أهله إذا احتسب ذلك عند الله، بل إن الرجل يؤجر على اللقمة يضعها في فِيِّ امرأته. قال النووي رحمه الله: “ورغم أن الرجل يتلذذ بوضع اللقمة في فيِّ امرأته؛ فإنه يؤجر على ذلك”، فكم هو عظيم هذا الدين الذي يعطينا المتعة، ويضمن لنا معها الأجر! ولا شك أن تذكر الثواب ينسي الإنسان ما يجد من الآلام. وقد أحسنت زوجتك باعترافها بأنك تتحملها كثيرًا، وأرجو أن يكون في الاعتراف إسعاد لك، ولا تنزعج أكثر من اللازم من عودتها إلى سيرتها الأولى؛ فإن معظم النساء ينكرن الإحسان ويكفرن العشير، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله، ثم رأت منك شيئًا؛ قالت: ما رأيت خيرًا قطز وهذا بلا شك مرفوض من الناحية الشرعية، ولكن احتماله مطلوب، والمرأة ترجع عنه بسرعة، وهذا مجرب، وفي الاستشارات المباشرة: تقول بعض الزوجات أنا ما رأيت منه خلال السنوات خيرًا، فنسألها بهدوء: من الذي ينفق على المنزل؟ فترد: بصراحة لا يقصر في الإنفاق. فإذا سألنا: كيف هو معكم ومع أطفاله؟ تقول: بصراحة لا يقصر.. وهكذا. أما بالنسبة لكرهها للعلاقة؛ فالمرأة تكره العلاقة في الحالات التالية: 1- إذا كان الزوج لا يوصلها إلى الإشباع؛ لأنه يستعجل، والشرع يوجه إلى ضرورة المداعبة، ثم الانتظار حتى تقضي نهمتها. 2- إذا كان الزوج يخاصمها ثم يطلبها للفراش. 3- إذا كان الزوج لا يهتم بنظافته. 4- إذا كان مكان المعاشرة غير آمن لوجود أطفال أو أناس آخرين. 5- إذا لم يعرف الزوج كيفية إثارتها والأماكن الحساسة عندها. 6- قد تكره العلاقة لخوفها من نتائجها المباشرة، كوجوب الاغتسال، أو النتائج الأخرى كالحمل وأتعابه. ننتظر منك إفادتنا بمزيد من التفاصيل؛ لنضع سويًا النقاط على الحروف، ونؤكد لك أهمية حصول التوافق في العلاقة الحميمية؛ لأن نجاح العلاقة الخاصة ينعكس إيجابيًا على مجمل الحياة، كما أن الفشل في العلاقة له الانعكاسات الخطيرة، بل هو المسؤول عن كثير من الخلافات بين الأزواج. وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، ونكرر الترحيب بك. د. أحمد الفرجابي شبكة المشكاة