وجهت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، بتنكيس الأعلام حول محيط مبنى رئاسة الحكومة في داونينغ ستريت، على خلفية الهجوم الذي وقع على البرلمان البريطاني، الذي خلّف (4) قتلى وأعدادا من الجرحى، والحادث حسب السلطات (إرهابي) إلى أن يثبت العكس. ثم تدفقت البيانات والمواقف من الدول؛ تعاطفاً مع بريطانيا ودعما لها ضد الإرهاب.. مع انحسار سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في مناطق نفوذه في الشام، تراجعت الهجمات الإرهابية في الدول الأوروبية، وهذا- ربما- أمر طبيعي؛ لأن التنظيم أصبح محصورا في مناطق محدودة مع اقتراب معركة الموصل الفاصلة. الحادثة التي لم تتضح بعد خيوطها صُنفت إرهابية إلى أن يثبت العكس- ما يعني أن اليمين في أوروبا سوف تنفتح أمامه المسارات السريعة للصعود، ويعلو بالتالي خطاب الكراهية. بعد تفجيرات بوسطن الإرهابية التي نفذها شقيقان شيشانيان مسلمان عام 2013م ذكرت تقارير أمريكية أن معدل تسجيل بلاغات جرائم الكراهية ضد المسلمين ارتفع بشكل خطير. في عام 2012م، مع إحياء الذكرى السنوية لهجمات سبتمبر نشرت منظمة أمريكية مهتمة بقضايا الأديان تقريرا رصد أرقاماً حديثة– وقتها- حول توجهات الشعب الأمريكي نحو الإسلام بعد هجمات سبتمبر التي تمثل محطة فاصلة لدى الأمريكيين؛ حيث كشف التقرير أن نصف الأميركيين يعدّون أن الإسلام دين غير متسامح، وأكثر من 40% منهم يعدّ أن الإسلام دين يُحرض على العنف لدرجة قتل الأبرياء، ووفق ما ذكرت المنظمة فإن هذه الأرقام التي وصفتها بالضخمة لم تكن كذلك قبل هجمات سبتمبر. مع اشتداد الهجمات الإرهابية، واشتداد موجات هجرة المسلمين إلى أوروبا بات هناك ضيق في الحصول على حق اللجوء، الذبن هربوا من جحيم الدول الإسلامية يواجهون جحيم الكراهية هناك. بعض من هؤلاء اضطروا إلى التخلي عن دينهم الإسلام، واعتناق المسيحية؛ حتى يحصلوا على وضع أفضل، وقد قدمت كنائس ألمانية إحصاءات في هذا الصدد. الآن، حادثة البرلمان البريطاني سوف تنعكس نتائجها أضعاف ما كانت عليه مثل هذه الحوادث في السابق.. وسوف تعزز مواقف وقرارات الرئيس الأمريكي الأخيرة، وليس صدفة أن يصدر توجيه لشركات الطيران في عدد من الدول الإسلامية بحظر الأجهزة الإلكترونية باستثناء الهاتف، وصبيحة ذلك التوجيه أن يقع هجوم إرهابي في البرلمان البريطاني. شمائل النور