وحده الرئيس عمر البشير من يتحمل الجرائم التي يقترفها بعض أبناء دولة جنوب السودان في السودان، فقد سمح لهم بدخول بلادنا ومنحهم صفة المواطنة بالرغم من ان المجتمع الدولي بقوانينه وأنظمته سماهم لاجئين وخصص لهم ميزانيات للطوارئ والعون. لكن البشير وفِي لحظة كرم متلبسا عباءة شيخ العرب اذن لهم بالإقامة يشاركون مواطنيه الخدمات علي شحها و يقاسمون الناس في قوتهم القليل وفوق ذلك يشكلون عبئا أمنيا علي الأجهزة المختصة بعد ان خلت دفاتر الأحوال من بلاغاتهم المتعددة واعتداءاتهم المتكررة .وغالبية من منحهم هذه المكرمة البشيرية لا يدخلون دائرة الانتاج ولا يستفاد منهم في زيادة الدخل بل يزيدون الضغط علي الخزينة في الصرف عليهم صحة وتعليم وغيرها. في لحظة تاريخية وبعد سجال استمر نصف قرن من الزمان انحاز الجنوبيون الي خيار الانفصال ابتلع المواطن الشمالي هذا الخيار بمرارة لانه فقد في سبيل الوحدة أغلي ما يملك السودان من الشباب وفقد الموارد وتعرض السودان لهزة اقتصادية عنيفة ما زالت اثارها باقية في معاش الناس وعلي حساب مستقبل ابناءهم لكن احتراما للعهود ورغبة في إنهاء النزاع تجرعنا الدواء برغم مرارته واحتملنا بذاءات وسخرية باقان واتيم وغيرهم من غربان الشؤوم تنعق للخراب وقلنا صبرا جميلا ولا باس ان نحتمل من اجل راحة المواطن الجنوبي فقد اعياه شقاء الحرب اللئيمة ،ولكن وماهي الا أشهر حتي اثبت حكام الجنوب فشلهم ودارت أسوأ حرب قبلية وصمت باقان وكل اللئام وتحدثت فقط البندقية وحصدت الأرواح واهلك الزرع وأحرقت القري. الان يريد الرئيس ان يدفع المواطن الشمالي ثمن اخطاء حكام الجنوب ولا ادري هل عملا بقاعدة (السكران في ذمة الواعي) ام رغبة في تصحيح خطأ المؤتمر الوطني باتفاقية نيفاشا؟ وفِي الحالتين لسنا علي استعداد لدفع هذه الفاتورة الباهظة . تعود الكوليرا وجرائم القتل والسكن العشوائي بكل قبحه ومضاره علي المجتمع ويتحمل ذلك الرئيس واجهزته وحزبه التي لا ترد له قولا ولا تراجع له رأيا يتحملون المسؤولية امام الله ثم امام الشعب والتاريخ. يفتح السودان ابوابه وتتساهل اجهزته تجاه الوافدين بينما الدول من حولنا تعيد صياغة القوانين لتقنن الوجود الأجنبي وتحصره في إطار ما يفيد الوطن وبالأمس صرح ترامب بانه بصدد تغيير القوانين لتلغي التأشيرات العائلية وتقتصر فقط علي ذوي الكفاءة الذين ينفعون امريكا فقط. لكنه السودان بلد يحكم علي طريقكة إدارة شان القبيلة نطالب بان تخصص معسكرات لاجئين للجنوبين علي الحدود بمسافة بعيدة عن اقرب منطقة سكنية في الشمال وان يقوم المجتمع الدولي بواجبه في الغوث والحماية تماما كما فعلت تشاد مع اهلنا في دارفور رغم اواصر القربي والرحم الم يكن المجتمع الدولي داعما وسعيدا بدولة الجنوب ؟ فماله يتقاعس عن دوره؟. نرحب بابناء الجنوب الاكفاء يدخلون السودان وفق عقودات واقامات لا تنال من كرامتهم او تمس إنسانيتهم بل ينعمون بكل الحقوق ضمن المصلحة المشتركة وغير ذلك علي البشير والمؤتمر الوطني ان يصلحا ما أفسدا دون ضرر للشمال. أليس في الحكومة العريضة او الحزب الكبير او الحركة الغائبة رجل رشيد يقول : أخطأت يا عمر ؟؟. بقلم