:: هناك ميثاق وقع عليه وزيرا خارجية البلدين، ينص على تهدئة التوتر الإعلامي، ثم تجنب الإساءات في وسائل الإعلام، وقد التزمنا بالميثاق. وهناك اتفاق بين الرئيس البشير والرئيس السيسي، ينص أيضاً على تجنب الإساءات المتبادلة في وسائل الإعلام، وقد التزمنا بالاتفاق.. ولكن – كما قلت أكثر من مرة – فإن الاتفاق بهذا الشكل يظلم الإعلام السوداني، وذلك لمساواته – في الإساءة والوقاحة – مع بعض وسائل الإعلام المصرية.. فالشاهد أن الإعلام المصري يدعم احتلال حلايب، وكان علينا الرد على هذا الدعم الجائر (يومياً).. ومع ذلك، لا يبادر إعلامنا بالهجوم والإساءة .. لا نبادر.. ودائماً ما نجد أنفسنا في موقع الدفاع و الرد على الإعلام المصري..!! :: وكثيرة هي الوقائع الموثقة.. وعلى سبيل المثال الراهن، نقرأ هذا التصريح الصادر عن الخارجية السودانية: (منذ مطلع شهر رمضان المعظم، بدأت بعض القنوات عرض مسلسل مصري بعنوان (أبوعمر المصري)، بعد أن تم الترويج له بصورة عكست إصرار البعض على اختلاق وتكريس صورة نمطية سالبة تلصق تهمة الإرهاب بمواطنين مصريين مقيمين أو زائرين للسودان.. وقد سعى القائمون على المسلسل لإيهام المتابعين بأن بعض أجزاء السودان كانت مسرحاً لبعض أحداث المسلسل، واستخدمت العديد من الوسائل كلوحات السيارات السودانية التي تعد رمزاً سيادياً لا يجوز التعامل به إلا بعد الحصول على موافقة من السلطات السودانية المختصة)..!! :: هذه ليست المرة الأولى..منذ زمن بعيد تفرد فضائياتهم شاشاتها لبعض ذوي المواهب المهتزة ليمارسوا مهنة الإساءة والسخرية تحت ستار الدراما.. لم تسقط من الذاكرة وقاحة العمل الدرامي (سوبر هنيدي)، حيث قدم محمد هنيدي حلقات هي الغباء ذاته حين يتجسد في الدراما، وتم البث عبر فضائيات مصر ودول عربية، وبها حلقة لم يجد فيها أغبياء التأليف والإخراج والتثميل للسودان موقعاً غير أن يكون مرتعاً للتخلف والغباء والكسل، وهي حيلة مراد بها تشكيل العقل العربي – والخليجي تحديداً – بهذا الخطل.. أكرر، لم يُبادر إعلامنا إطلاقاً بالهجوم والإساءاة والاتهام في كل المعارك الإعلامية الفائتة رغم توفر أسباب المبادرة بالهجوم، ومنها احتلال حلايب..!! :: ومسلسل أبو عمر المصري غيض من فيض، أي كما لم يلتزموا بالمواثيق والعهود، فلن يلتزموا .. وليس في أمرهم عجباً..دائماً ما يزعمون أن السودان يدرب الجماعات الإرهابية التي تستهدف الأمن القومي المصري، أو هكذا يلمحون و يزعمون حلقات مسلسلهم وأخبار صحفهم وقنواتهم وإذاعاتهم.. يكذبون، بدليل أنهم لم يذكروا اسماً مصرياً بحيث يكون هو الإرهابي الموفد من قبل السودان لاستهداف الأمن المصري، ولم يذكروا عنواناً سودانياً بحيث يكون (موقع التدريب)..لأن التفاصيل تفضح الكذب والجهل، يكتفون – عند اللزوم – بمثل هذه (الرسائل القذرة).. !! :: لماذا لا يقدمون للعالم قصة حياة أيمن الظواهري وخالد الإسلامبولي ومحمد عطا وغيرهم؟.. هل الإسلامبولي – قاتل السادات أمام جيشه وأمنه وشعبه – كان مقيما بالسودان؟ وهل تدرب الظواهري بالمرخيات ام القطينة ؟ وهل خرج قائد عمليات 11 سبتمبر – محمد عطا – من مجتمع بحاجة إلى مساعدات السودان؟ أم أن بلاداً تتفجر كنائسها على مدار العام بحاجة إلى (خدمات سودانية)؟.. فالإرهاب يتوالد تحت أقدام النخب المصرية، ولكنهم يتستّرون بالسودان..ليبقى السؤال، بدلاً عن بيانات الخارجية السودانية، ما الذي يمنع فضائيات السودان عن مقارعة السخرية بالسخرية والاتهام بالاتهام بوسيلة الدراما وغيرها؟..لا شيء يمنع سياسة الصاع بالصاع والمعاملة بالمثل غير أن فضائياتنا (طيبة لحد السذاجة)..!! الطاهر ساتي