تفاعلت الصحافة الجزائرية الصادرة اليوم مع إعلان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أمس عدوله عن الترشح لولاية خامسة، وإرجاء الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة في 18 أبريل/نيسان المقبل إلى أجل غير محدد، وذلك بعد أسبوعين من مظاهرات غير مسبوقة في البلاد رفضا لبقائه في الحكم. صحيفة "البلاد" (خاصة) عنونت في صفحتها الأولى "بوتفليقة يلغي موعد 18 أبريل ويعلن عن قرارات جريئة.. حراك الشارع يعصف بالرئاسيات". وخصّصت الجريدة معظم صفحاتها للحديث عن قرارات بوتفليقة وتراجعه عن العهدة الخامسة، راصدة ردود فعل المعارضة الجزائرية، التي اعتبرت التغييرات انتصارا جزئيا مع "خشية الالتفاف على مطالب الشعب". وتحدثت الصحيفة اليومية "عن احتجاج القضاة في الجزائر، الذي طالب بوتفليقة بالعدول عن الترشح لعهدة خامسة وتغيير النظام". يستجيب للشعب من جهتها، كتبت جريدة النّهار (خاصة) في صفحتها الأولى "بوتفليقة يستجيب للشعب.. لا عهدة خامسة وتأجيل الرئاسيات". وتحدثت الصحيفة عن اللقاء الذي جمع بوتفليقة والدبلوماسي الأخضر الإبراهيمي، الذي أكد "أن لقاءه مع بوتفليقة يدخل ضمن زيارة المجاملة"، مضيفا "كان لي الشرف أن أستقبل من قبل بوتفليقة بعد عودته من الرحلة العلاجية بسويسرا، حيث أخبرني ببعض القرارات المهمة التي سيتخذها". أما جريدة "آخر ساعة" التي تصدر بالشرق الجزائري، فعنونت صفحتها الأولى "الرئيس يقرر تأجيل الانتخابات الرئاسية ويعلن عدم ترشحه لعهدة خامسة.. بوتفليقة يقترح مرحلته الانتقالية". ورصدت الصحيفة الاحتفالات التي شهدها الشارع الجزائري، بعد قراءة رسالة بوتفليقة التي وجهها لشعبه. وقالت الصحيفة "خرج الجزائريون، في مختلف ربوع الوطن، من أجل النصر الذي حققوه، حيث تحققت في نهاية المطاف مطالب المتظاهرين الذين خرجوا للشارع مطالبين بتغيير النظام، وقد أعطى المحتجون طيلة الفترة الماضية دروسا في السلمية والاحتجاج والتعبير عن الرأي بالطرق الحضارية". سبعة التزامات من جهتها، كتبت جريدة "لكسبريسيون" الناطقة بالفرنسية، بالخط العريض على أولى صفحاتها "بوتفليقة يقدّم سبعة التزامات". وركزت الجريدة في مقالها على القرارات الأساسية التي حملتها رسالة الرئيس. وكتب الصحفي زهير مباركي افتتاحيته بعنوان "إنها نهاية الجمهورية الأولى"، حيث اعتبر أن التغييرات التي جاءت بها الرسالة مهمة وفاصلة في تاريخ البلاد. وقال الصحفي في افتتاحيته إن قرارات بوتفليقة كانت غير متوقعة "حيث طلب مهلة سنة من الشعب للعيش في جزائر أقل اختناقا وفسادا.. الجمهورية الثانية قادمة". خدمة حصرية أما جريدة "المجاهد" الحكومية الناطقة بالفرنسية، فعنونت مقالها على الصفحة الأولى "رسالة بوتفليقة للأمة.. خدمة حصرية للشعب الجزائري". وتناول عدد الصحيفة الصادر اليوم خطاب رئيس أركان الجيش قايد صالح، الذي سبق إعلان بوتفليقة عدوله عن الترشح لولاية خامسة، مستعرضة أهم قراراته. من جهتها، اعتبرت جريدة النصر الحكومية، الناطقة بالعربية، حسب صفحتها الأولى أن بوتفليقة استجاب لمطالب الشعب، "لا عهدة خامسة وتأجيل الرئاسيات". وتحدث العدد الصادر اليوم عن الندوة الوطنية، التي ركز عليها بوتفليقة في رسالته، مشيرة إلى أنها ستعيد النظر في الدستور وتحضر للانتخابات الرئاسية المقبلة، بعد المرحلة الانتقالية التي سيقودها بوتفليقة لأقل من سنة.