فوجئ قراء السوشال ميديا قبل أيام بورود تعليق صحفي لوزير صحة ولاية الخرطوم السابق دكتور مامون حميدة وهو يبدي سعادته جنبًا إلى جنب مع مافيا الأدوية بإقالة الوزير أكرم على التوم. وفيما بدأ من التعليق الكيدي أن العيب ليس فيما قال وصرح به فرحًا د.مامون حميدة بخصوص اقالة د. أكرم ولكن في من يقدمون الخدمة الاعلامية له ويتطوعون بإتاحة الفرصة له بالتعليق والظهور من جديد كصاحب رأي مبرأ من الغرض. هل سنظل نسمح للصحف بصناعة الاثارة ومراكمة الأرباح على حساب أمن وتأمين الثورة بإعادة تدوير الرموز المضادة، الخبيثة ذات المصلحة في إعادة العجلة الى الوراء؟ هل سنظل بلا إستراتيجية أو سياسة إعلامية منحازة كليا لصيانة الثورة وتحقيق المكاسب؟ الصورة لا تزال مقلوبة في الأداء الاعلامي الحكومي وقد أطلق السيد رئيس الوزراء الحبل على الغارب عشية تعيينه ومخاطبته الرأي العام متفضلا بان حكومته لم تأتي لإقالة أو تنحية أحدٍ مما جعل وزير الإعلام يحذو حذوه دون مقومات مساندة للمنطق في عدم المساس بالعاملين القدامى، وان كانوا ضالعين في معاداة الثورة، بل وقد طالب قوى الثورة بتأسيس إعلامها الموازي الخاص. فيما بعد راينا وتابعنا اعمال لجنة تفكيك التمكين تقوم بذات الوظيفة بتفويض سيادي ولكن على أساس من الفساد المالي مما يدفع بالسؤال السؤال عن المفهوم العام والدقيق للمرحلة الانتقالية ؟ ما هو الفهم والمفهوم الدقيق الذي ينطلق منه حمدوك ووزير الاعلام في تعريف المرحلة السياسية يا ترى؟ هل هى الديمقراطية كما ذكر السيد وزير الثقافة والإعلام؟ اذا كانت كذلك فلماذا سميتالمرحلة الحالية بالمرحلة الانتقالية؟ ولماذا تم تشكيل حكومة سميت بالحكومة الإنتقالية وليست الديمقراطية؟ وإذا كانت هى الديمقراطية فأين الإنتخابات التي عن طريقها جاءت الحكومة؟ إن القول بذلك لا يقع في اللبس والالتباس المفاهيمي فقط ولكن في وضع المقدمات المنطقية لإرتكاب الاخطاء الإدارية كذلك بإسم الديمقراطية بعدم تعريض أعداء الثورة من الإعلاميين الأعضاء في التنظيم السياسي المنبوذ والمساندين والمستفيدين منه. او ليس الإبقاء على إقتصاد القوى المضادة للثروة (ولا أقول الثورة المضادة) بمثابة الخدمة الذهبية التى ما كان لها أن تتوقعها؟ الثورة لا يمكن تشبيهها أو منطابقة سلوكها بسلوك واخلاق السيد المسيح عليه السلام حتى تعطي الخد بعد الآخر للأعداء. وهي، او الثورة ليست من وظائفها التخليط وتلبيس سلوك العفو والعافية على الآلة الإعلامية التي حكمت، وعنفت، وحاربت، وقاتلت وقتلت جنبًا الى جنب مع جيوش وميليشيات الإنقاذ في شتى حروبها ومعاركها ضد الشعب الذي ثار في نهاية الأمر وأنتصر بثورته ولكن دون ان تنتج الثورة مواقفا حاسمة في سياسة إعلامية واضحة ومصرح بها وموثقة ضد النيل منها ومن مكتسباتها. إن الجماهير و الجموع التي تزال تكابد المعاناة والآلام الاقتصادية في معاشها وخدماتها الضرورية وتمد حبال الصبر بفهم لسياسة الأيادي الطويلة للدولة العميقة لبعض الوقت ولكن ليس كله لا يمكن أن تفعل ذات الشى تجاه الأداء الإعلامي المتستر بالأخلاق الفاضلة و بعقلنة الصراع. نحن لن ننسى ان إعلام النظام المباد وزبانيته قد صمتوا لثلاثة عقود من جرائم النظام العسكرية والأمنية والمالية. ونحن لم ننسى سكوتهم مقابل التمويل والتعديات المالية لمؤسساتهم وأقلامهم الماجورة ولكن الإعلام الحكومي ينسى ذلك ويعلن رغما عنا عن سياسات تصالح ناعمة وتفاهمات إنسانية غيرمقبولة و ليست مجدية مع المؤسسات والرموز الاعلامية الضالعة في تدجين الوعى العام، ومنع الحريات، وقهر العقول. وجدي كامل