قبل بضع سنوات أبلغ الأطباء زميلهم الدكتور علي الكوباني بأنه مصاب بمرض ولأنه من نخبة الأطباء فلم يكن في حاجة لمن يشرح له ماذا تعني اصابته بالمرض الخبيث وهو بدلا من ذلك فقد واجه ابتلاءات المرض بقوة ايمانية عالية ومستمسكا بالصبر والشكر على الابتلاء وقد تجلى صبره على المرض في إصراره على عدم الاختباء بعيدا عن أعين الناس بل كان يمارس حياته المهنية والاجتماعية بصورة طبيعية والدليل على ذلك تواجده الدائم في كل مناسبات أبناء الجالية مشاركا لهم أفراحهم ومواسيا لهم في أتراحهم وقائما على مساعدة المحتاجين والمعسرين سرا وعلانية . والكوباني الذي وقف بصلابة مع ثورة الشباب التي ازاحت حكم البشير لم يضعف في مواجهة المرض اللعين مطلقا وقناعته بان ما أصابه كان شيئا مقدرا من عند الله وعندما أفقده المرض القدرة على الكلام مضى في مواجهته بصلابة نادرة رافضا الاستسلام واستعاض عن ذلك بإبداء آرائه السياسية والفنية بالكتابة في الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي حيث اتخذ من الكتابة على الورق وسيلة للتواصل مع السائلين عن صحته والمشفقين عليه وفي الغالب الأعم كان يختم ما يكتب بعبارة ( الحمد لله على كل حال ) الدكتور علي الكوباني ونصدق القول في ذلك بانه كان مدرسة في الصبر تعلم فيها الكثيرون من الناس المرضى والأصحاء عندما شحنهم بمعنويات ايمانية حيث كان لا يحب رؤية أوجاعه على وجوه الناس الذين يظهر أمامهم بمظهر انه معافى ولا يشعر بشيء ويتبع ذلك بالابتسامة بينما كان هو يخوض معركته الشرشة مع المرض الخبيث بصمت وقد تمثل فيه قول امروء القيس ( كجلمود صخر حطه السيل من عل ) . الدكتور على الكوباني برز كخبير مرموق في مجال مهنة الطب الشرعي وأثناء عمله في دولة الإمارات ساهم في تطوير المهنة وحقق من خلالها إنجازات جلبت له التكريم والتقدير بل رفعت من شأن السودان وعززت من مكانة مواطنيه وفي الجانب الاخر من حياته ذاع صيته كأديب في مجال الشعر الغنائي حيث شغل الساحة الغنائية بروائع تكالب عليها كبار الفنانين وانتشرت على نطاق واسع من السودان . ولعل هنا ما أثار استغراب الناس اذ كيف لشاعر يتمتع بكل تلك الأحاسيس الرقيقة المرهفة أن يمسك في ذات الوقت بمشرط في يده ليقوم بتشريح الجثث لكنه ذلك هو الدكتور الكوباني نفسه الذي لا يبخل بشيء طالما فيه خدمة للانسانية . . لقد فقدت الجالية السودانية في دولة الإمارات العربية المتحدة عند الله تعالى استشاري الطب الشرعي الاديب الدكتور على الكوباني .الذي انتقل إلى جوار ربه فجر اليوم ( الأربعاء ) إثر صراع طويل ومرير مع مرض السرطان ظل صابرا عليه حتى قضى الله أمرا كان مكتوبا . أما الجالية السودانية في الامارا العربية المتحدة فهي تحتسب عند الله تعالى استشاري الطب الشرعي الاديب الدكتور علي الكوباني الذي انتقل إلى جوار ربه فجر اليوم (الأربعاء ) إثر صراع طويل ومرير مع المرض حتى قضى الله أمرا كان مكتوبا في هذه الأيام المباركة . وبوفاته فقدت الجالية السودانية وخصوصا المقيمة في إمارة رأس الخيمة رجلا كان معلما سودانيا وقامة كبيرة ورمزا للسودان كله . نسأل الله في هذه الأيام المباركة أن يتقبل الأديب الدكتور كوباني وان يجعل قبره روضة من رياض الجنة وأن يدخله مدخلا تمناه بقدر ما صبر على ابتلاء المرض ويلهم أهله ومحبيه الصبر الجميل . " انا لله وانا اليه راجعون " .