تواصل أطراف عدة في السودان، إجراء مشاورات مكثفة بغرض الوصول إلى توافق وطني، وتشكيل كتلة انتقالية لدعم "الاتفاق السياسي" ومساعدة رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، في اختيار حكومته المقبلة. وقالت مصادر ل "إرم نيوز" إن المشاورات يقودها أعضاء من المبادرة الوطنية التي أنجزت "الاتفاق السياسي" الموقع بين رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، في 21 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. وشملت هذه المشاورات قوى سياسية وعددا من لجان المقاومة وقطاعات مهنية، تلقت شرحا حول ماهية "الميثاق السياسي" الذي ينتظر أن تتوافق حوله كل قوى الثورة لإدارة ما تبقى من عمر المرحلة الانتقالية. وتجري هذه المشاورات بالتوازي مع أخرى يقودها فولكر بريتس، رئيس بعثة الأممالمتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان، مع مختلف الأطراف لذات الأهداف. وأوضحت المصادر أن "فولكر بيريتس سيركز في مشاوراته مع أحزاب في المجلس المركزي للحرية والتغيير، ظلت رافضة للاتفاق السياسي الموقع بين البرهان وحمدوك، على إقناع تلك الأحزاب بالتراجع عن موقفها ودعم رئيس الوزراء والمساهمة في تهيئة المناخ لانتخابات حرة ونزيهة". وأرسلت بعثة "يونتامس" خطابات للجان المقاومة بالخرطوم، أعلنت فيها رغبة رئيس البعثة فولكر بيرتيس، في الاجتماع مع ممثليها لمعرفة آرائها حول آخر التطورات في السودان. وحدد الخطاب ،الذي اطلع عليه" إرم نيوز"، يوم الأحد الخامس من ديسمبر/ كانون الأول، موعدا للاجتماع الذي ينعقد بمكتب" اليونتامس" بالخرطوم. وكان فولكر بيرتيس قال في تغريدة على حسابه بتويتر يوم الخميس: "أواصل اجتماعاتي مع الأطراف السياسية، بمن فيهم رئيس الوزراء وعمر الدقير وخالد يوسف وصديق تاور وميني ميناوي، ومجلس الإدارة الأهلية للشرق، وآخرين، للاستماع ومناقشة كيفية عودة السودان إلى المسار الدستوري والديمقراطي". وكانت مبادرة يقودها رئيس حزب الأمة القومي، فضل الله برمة ناصر، تمخضت عن تشكيل لجنة سياسية لإعداد "الميثاق السياسي" الذي نص عليه الاتفاق بين "البرهان وحمدوك". وشرعت هذه اللجنة في كتابة بنود "الميثاق السياسي"، وبعد الفراغ ينتظر أن تعرضه على جميع القوى السياسية للنقاش والحذف والإضافة قبل إجازته والإعلان عنه رسميا. وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، دعا خلال مؤتمر صحفي يوم الأربعاء، الشعب السوداني إلى تغليب "الحس السليم" والقبول بالاتفاق السياسي، المبرم بين "حمدوك والبرهان"، لأن بإمكانه أن يتيح انتقالا سلميا فعالاً إلى ديمقراطية حقيقية في السودان. وقال: "أتفهم ردة فعل أولئك الذين يقولون لا نريد أي حل مع الجيش، لكن بالنسبة لي، فإن إطلاق سراح رئيس الوزراء وإعادته إلى منصبه هو نصر مهم". وتابع: "ندائي للقوى المختلفة وللشعب السوداني هو أن يدعموا رئيس الوزراء حمدوك في الخطوات المقبلة لانتقال سلمي إلى ديمقراطية حقيقية في السودان".