قدمنا لهم النصائح بصدق لأجل سودان بهيٍ جميل مليءٍ بالتسامح والمحبة والنهضة والحرية بعد غياب طويل للحكم الرشيد والمشروع الوطني المجمع عليه منذ الاستقلال ولكن سكرة السلطة كانت تعميهم. لا توجد فكرة سيئة الا وتبنوها ، ولا فكرة شاذة الا ورعوها، ولا خطاب كراهية الا وتغنوا به، ولا كذبة الا والفوها وسخروا ذبابهم الإلكتروني لينشرها ويكررها باعتبارها حقيقة مؤكدة، ولا فكرة تقدح في الدين الا ومجدوها، ولا معركة صفرية الا وخاضوها..! حتى أن فكرة جيدة مثل ( القومة للوطن) جردوها – بغباء منقطع النظير- من فكرتها الأساسية وروح النفير الشعبي العام وحولوها إلى مجرد حفلة مغرزة وتفاهة! إن جاز لي تلخيص فترة حكم قحط في عبارة فسأقول (فترة حكم قحط وشراكتها مع برهان-حميدتي كانت عبارة عن سلسلة متلاحقة من حفلات التفاهة وابتذال الفضاء العام واللامعقولية السياسية الممزوجة بصبيانية موغلة في الكراهية، والمصحوبة بغياب كامل للرشد والأخلاق والنضج السياسي وانعدام للمشروع والمشروعية ،ومحاولة استغلال الآمال المشروعة للشباب في الحرية والحياة الكريمة لتحقيق مصالحهم الحزبية الخاصة، لقد كانت فترة عبثية احتار العبث نفسه من عبثيتها )..! وحين رآهم العسكر عراة من كل شيء، كان لا بد أن تثور شهوة السلطة الكامنة اصلا بداخلهم لينقضوا على حلفائهم وعلى الوطن لتدخل البلاد كلها في نفق مظلم جديد وتتبدد الآمال، ولا اغبى من الذين يؤيدون حكم العسكر الا اولئك الذين يريدون إعادة تدوير حفلات تفاهة قحط من جديد دون رؤية او مشروع وطني راشد مجمع عليه ومتجاوز للاخطاء المتكررة منذ الاستقلال ..!
