بعد يوم واحد من ذكرى اقتحام القيادة، وموكب 6 أبريل الذي أخذ عدة مسميات "هبباي، الزلزال، المليارية" وانتهى إلى ذات مصير الهببايات السابقة، أُسدل الستار اليوم على محكمة بعض قيادات التيار الإسلامي بالبراءة، على رأسهم غندور والجزولي وأنس عمر، فبدا أن الطريق إلى القيادة لم يعد سالكاً، وأن سكان القصر بوجوه مختلفة اليوم، السجان يدخل ذات الزنزانة التي يغادرها السجين، البشير في محبسه كما لو أنه ولي صالح وقد حمل عن الناس طوال ثلاثة عقود عبء الدعم والغلاء والتأمر الدولي، الهامش ينافح عن السُلطة المركزية في جلباب الحركات المسلحة، نصر الدين مفرح يتخلى عن عبارة " أحبتي" ويحرض من الفيسبوك على دوس الحركة الإسلامية، بينما جبريل ابراهيم يصلي خلف شيخ الزين بمسجد السيدة سنهوري في نفس موقع إبراهيم السنوسي، المشهد السوداني يتبدل بطريقة شكسبيرية، ومع ذلك لا أحد يريد أن يقتنع بأن ظل السُلطة خادع مُنحسر، وأن هذه البلاد كبيرة سخية تسع الجميع، كدومة ود حامد، إذا خلعوا عنهم إزار الأنانية والكراهية وحب الانتقام.