لقد زرت مدينة الأبيض حاضرة شمال كردفان اليومين الماضيين فوجدتها بائسة حزينة يائسة وكأنها شخص محكوم بالاعدام ومنتظر التنفيذ .. لم تعد الابيض كما كانت عروس المدائن بحسنها الفريد ولا حاضرة عروس الرمال المدينة التي تصبح باكية عند محراب القرآن وصوت شيخ حسين حامد وهو يتبتل وتمسى وهي طروبة علي اهازيج وأنغام الغناء العذب بمسرح عروس الرمال وطرب البادية الحنون وإبداع فرقة فنون كردفان نهر الابداع الذي دفق عبدالقادر سالم وام بلينا السنوسي وابراهيم موسي ابا وصديق عباس وفاطمة الحاج وعبدالرحمن عبدالله وخليل اسماعيل وعدد من الممثلين والدراميين علي رأسهم علي مهدي نوري وفيصل احمد سعد وموسي شيخ الربع وآخرون كما ياتي في مقدمة الشعراء والادباء الشاعر عوض الكريم القرشي كاتب اغنية ( وطن الجدود ) وقاسم عثمان بريمة والحلاج ومن الابيض وبارا عموماً كبار فحول الشعراء والادباء في مقدمتهم رائد مجموعة الغابة والصحراء الشاعر الدبلوماسى محمد المكي ابراهيم والسر دوليب والعميري وحميد ابوعشر شاعر اغنية ( حنتوب الجميلة ) وقائمة طويلة من المبدعين منهم من قضى نحبه ومنهم من لا زال علي قيد الحياة مدينة بكل هذا الجمال والابداع قد تمزقت ثيابها الابداعية وشح معينها الفنى والرياضي وإتسخت أحيائها التي كانت جميلة تنافس كبرى مدن السودان ولقد تدمرت طرق المدينة الداخلية وتراجعت بسبب الاهمال وعدم الصيانة الدورية وعاد شبح الجريمة لأحيائها الطرفية والوسطية صار الناس يأكلون بعضهم بالباطل وتحت الترهيب وتهديد السلاح الابيض والنارى لم تعد المدينة في امانها وسلمها القديم المعهود الذي عرفت به علي مر العهود أما إمتدادات مدينة الأبيض الطرفية قد تحولت لشبح وظواهر أمنية مزعجة للسلطات العسكرية وقد زرت مخفر شرطة محلية شيكان واليوم كان جمعة بمعني عطلة رسمية لكن وجدتُ عناصر الشرطة يبذلون جهوداً جبارة من أجل إستتباب الأمن ومنع الجريمة تعرفت علي مدير القسم العميد قيدوم وهو من أهالي الليرى بجنوب كردفان رجل صارم ومتابع بدقة لكل تفاصيل حركة اطواف الاتيام العسكرية المشتركة وبلاغات الطوارئ اما المقدم لؤي قائد القوة فهو شعلة من الطاقة ويمتاز بحسن التعامل مع المواطنين المبلغين وكذلك المقدم عديل بدران احمد عديل فهو الآخر يتميز بصمت مهيب أثناء متابعته ورصده وهو يتابع مع ضباط وضباط صف الشرطة الذين اعياهم المسير والمراقبة لحركة الجريمة المتزايدة بشمال كردفان عموماً ولا اغفل بقية الكوكبة من اتيام البوليس العاملة بالاييض وعلى راسهم العميد القمر زكريا ورفاقه في السجل المدني والمقدم أحمد علي إسحق ورفاقه في المرور السريع ولقد وقفت علي حجم الامكانيات التى يعملون بها فهي بلاشك غير كافية لمواجهة المطلوبات والتحديات وهم في حاجة لمزيد من الدعم والمؤازرة بتوفير المعينات اللازمة لمقابلة الإحتياج والحركة المتسارعة للجريمة التي لم تتوقف وطيلة فترة وجودي بالقسم لم تتوقف هواتف الضباط من البلاغات والشكوى من قبل المواطنين المستنجدين بالشرطة والذين يعانون من وقوع الاحداث المتكررة والمقاومة من قبل عناصر الجريمة التي بقودها افراد مسلحين ومستعدون لمواجهة السلطات بقوة السلاح .. بكل المقاييس لم تعد مدينة الابيض زاهية كما كانت بل هي الآن ساهية في معاشها ولاهية تبحث لأمنها وامانها وتعايشها المفقود .. صحيفة ادانتباهة مواضيع مهمة علاج الحمى في الطب النبوي مشكلة مص الإصبع التفاح الأخضر .. فوائد الضغط في العمل كيف نتناول الكزبرة؟ ميكب خدود البشرة الداكنة