إنطلقت خدمة غوغل الخرائطية "ستريت فيو" Street View في بريطانيا وسط إشحتجاجات من المدافعين عن حرمة الحياة الخاصة الذين حاولوا منع كاميرات غوغل المنصوبة على متن سيارات من تصوير شوارع بريطانيا. وفي مواجهة هذه الاحتجاجات تركت شركة الانترنت العملاقة طرق بريطانيا باتجاه اماكن أخرى حيث عمدت الى تحميل كاميراتها على دراجات ذات ثلاث عجلات لتصوير المعالم التاريخية والنُصب ومشاهد لا يمكن رؤيتها من السيارة. وستكون الصور جزء من خدمة غوغل الخرائطية التي تقدم مناظر بانورامية لأكبر المدن البريطانية تتيح القيام بجولات افتراضية فيها عبر الكومبيوتر أو الهاتف النقال. وقالت غوغل ان الدراجات الثلاثية وصلت الى بريطانيا يوم الاثنين الماضي وستمضي الأسابيع القليلة المقبلة في تصوير مواقع شهيرة ومعالم اثرية تبوأت مركز الصدارة في الشعبية بعد استطلاع عام شمل آلاف الأشخاص. وكان مئات الألوف دخلوا على خدمة "ستريت فيو" عندما بدأت في وقت سابق من العام الحالي ولكن ناشطين رفعوا دعوى قانونية ضدها قائلين ان الصور تشكل تعديا على حرمة البيوت غير انهم لم يكسبوا الدعوى. وحذرت اوساط تتحفظ على نجاح الخدمة الجديدة من ان سوء استخدامها بأي شكل يمكن ان يجدد رفع الدعاوى القانونية ضد غوغل. وفي هذا الاطار نقلت صحيفة "التايمز" عن الناطق باسم حزب الأحرار وعضو مجلس العموم توم برايك قوله "ان على غوغول ان تبدي احتراما أكبر للخصوصية في تصوير الشوارع وبخلافه فانها يمكن ان تلتقط من المتاعب أكثر مما تلتقطه من الصور وهي تمسح بكاميراتها الصامتة طرقنا النائية وممراتنا المخصصة للدراجات الهوائية". بعض البريطانيين أبدوا خشيتهم من ان تفلح الكاميرات المنصوبة على دراجات ثلاثية العجلات في البصبصة من فوق أسيجة الحدائق والوصول خلسة الى زوايا من البيت كانت في السابق بعيدة عن الانظار. ولكن غوغل نفت ذلك قائلة ان تركيزها سيكون على المعالم التاريخية العامة حصرا. وقال ناطق باسم الشركة ان الدراجة ذات العجلات الثلاث لن تُستخدم إلا لتصوير المناطق السياحية الجذابة ولن تنطلق نحو الشوارع الضيقة. "ويمكن ان تُستخدم لاحقا لتصوير الشوارع العامة المخصصة للسابلة ولكن بعد أخذ الموافقات اللازمة فقط". وكانت العجلة الثلاثية استُخدمت في بلدان أخرى لتصوير معالم سياحية في روما مثلا. ولكن صحيفة "التايمز" لاحظت ان دراجي غوغل ذوي اللياقة البدنية الفائقة الذين سيتعين عليهم ان يقودوا عجلاتهم عبر تضاريس وعرة ، يواجهون سباقا ضد الوقت وضد الطقس البريطاني سيء الصيت. ففي بريطانيا تأخرت خدمة غوغل الخرائطية "ستريت فيو" عدة اشهر بسبب جوها الممطر لأن كاميرات غوغل لا تعمل إلا في ايام الصحو. وما لم تكن الانواء الجوية مشجعة لن تتمكن دراجات غوغل من الوصول الى المناطق السياحية وتصويرها قبل انتهاء صيف بريطانيا القصير أصلا. وكانت غوغل أُجبرت على سحب مئات الصور بعد ايام على بدء خدمتها الخرائطية بسبب شكاوى قدمها عشرات الأشخاص مدعين تجاوزها على حياتهم الخاصة. ومن بين الصور التي سحبتها الشركة صورة رجل يتقيأ على الرصيف وآخر خارج من متجر للمواد الجنسية وثالث تعتقله الشرطة. ولجأ سكان بعض القرى البريطانية الى تشكيل سلسلة بشرية قطعت الطريق على سيارة التصوير التي ارسلتها غوغل الى طرقها الهادئة فعاد السائق ادراجه بسرعة مستثنيا هذه القرى من الخدمة الخرائطية.
