لعب الإنترنت دوراً كبيرا فى الانتخابات الأمريكية المقرر انعقادها فى شهر نوفمبر القادم، بدءً من اعتماد المرشحين عليه كوسيلة إعلامية قادرة على توصيل رسالتهم إلى الناخبين، نهاية إلى قدرتها على قياس الآراء تجاه هؤلاء المرشحين للوقوف على النسب المختلفة للنجاح. وقد استخدم 46 في المائة من الأمريكيين شبكة الإنترنت للعثور على الأخبار السياسية وتبادل الآراء المتعلقة بسباق الترشح للفوز بالانتخابات الرئاسية المقبلة، وذلك في رقم قياسي جديد بالبلاد. وذكرت دراسة أجراها مركز "بيو" للأبحاث أن نحو ثلاثين في المائة من الأمريكيين الراشدين استخدموا الإنترنت لقراءة ومشاهدة مواد الحملة الانتخابية للحزبين الديمقراطي والجمهوري كاملة دون التدخل والرقابة التي تفرضها وسائل الإعلام عليها. وقال 17 في المائة تقريبًا من الأمريكيين إنهم تابعوا بشكل يومي المواقع الإلكترونية السياسية، وقرأوا الرسائل الإلكترونية، والرسائل النصية القصيرة التي ترسلها لهم الحملات الانتخابية التابعة للمرشحين. وشاهد 35 في المائة من الأمريكيين الراشدين ملفات الفيديو السياسية التي تبث عبر المواقع، ومنها شبكة يوتيوب، مقارنة مع 13 في المائة تابعت تلك النوعية من الأفلام خلال سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2004 . وأظهرت الدراسة أن نسبة التبرعات عبر الإنترنت ارتفعت خلال السباق الرئاسي الجاري، حيث تبرع ستة في المائة من الراشدين للحملات الانتخابية عبر الإنترنت، مقابل اثنين في المائة خلال الانتخابات السابقة. وتتميز الإنتخابات الأمريكية هذه المرة باعتمادها بشكل كبير على التكنولوجيا الحديثة خاصة شبكة الإنترنت وما توفره من خدمات يصعب تحقيقها بالطرق التقليدية، وهو ما دفع السناتور جون ماكين المرشح الجمهوري للرئاسة إلى الاستعانة بمحرك البحث جوجل لاختيار نائباً له. وقال السناتور جون مكين إن "جوجل" محرك البحث الشهير على الانترنت، يسهل بعض الشيء مهمته في إعداد قائمة المرشحين المحتملين لمنصب نائب الرئيس. وعندما سئل في مأدبة غداء لجمع التبرعات مؤخراً في ريتشموند عن عملية الاختيار ردا على المشاركين قائلا "إنها جوجل في الأساس". ومضى يقول "ما تجده الآن في الإنترنت.. أمر رائع". ويتفق المراقبون على الدور الكبير الذي تلعبه الشبكات الاجتماعية الافتراضية على شبكة الانترنت، فهذه المساحة الافتراضية أعطت أول مرشح من أصول أفريقية الفرصة للوصول إلى البيت الأبيض وكانت سبباً أساسياً في تفوق أوباما على كلينتون. ويشير المحللون والمؤرخون إلى أن فريق أوباما الانتخابي استطاع إشراك فئة من الناخبين لم تكن تشارك من قبل في العملية الانتخابية؟ وهم فئة الشباب المنغمس في الشبكات الاجتماعية الافتراضية على الإنترنت مثل الفيس بوك وماي سبيس من أجل جذب مزيد من المؤيدين والمناصرين له. وقد ظهرت بوادر حرب إلكترونية بين هيلارى كلينتون وأوباوما و جون ماكين قبل أن تخرج الثانية من السباق الرئاسي حيث صارت الشبكة أداة سياسية فعالة تحسم من خلالها التكنولوجيا مصير السباق نحو البيت الأبيض. ووفق تقرير صدر مؤخراً عن معهد الناخب الالكتروني، فإن هناك اتجاهاً جديداً وذراعاً جديدة في انتخابات الرئاسة الأمريكية هو الذراع الإلكتروني حيث أن نسبة كبيرة من مستخدمي شبكة الإنترنت يسعون للحصول على معلومات سياسية ويتمتعون بنشاط إلكتروني عالى حتى أنهم يوصفون ب"النشطاء الإلكترونيين" الذين يتبادلون مع أصدقائهم وأقاربهم الأخبار والمعلومات المتعلقة بالمرشح المقرب إليهم. يوتيوب ودور كبير فى الانتخابات وعندما يذهب المرشحون الأمريكيون لصناديق الاقتراع في شهر نوفمبر القادم لانتخاب رئيس جديد، فإنهم سينتخبون مرشحاً ديمقراطياً كان أو جمهورياً ارتبطوا به بشكل ما واستطاعوا التواصل معه خلال عدة أشهر ليس من خلال التجمعات الانتخابية فحسب بل أيضاً عبر شبكة الانترنت التي أصبحت أداة سياسية ليبدأ عصر جديد تحسم فيه التكنولوجيا مصير الإنتخابات. ووجد المرشحون للرئاسة الأمريكية ضالتهم هذا العام في المدونات أو البلوجز ومواقع التعارف والمواقع الاجتماعية التي تشهد إقبالاً كبيراً من فئات المجتمع المختلفة سواء اجتماعياً أو ثقافياً أو سياسياً أو حتى عمرياً وإن كان أكثرهم من الشباب، ولذلك أصبح الجميع متواجداً على المواقع الاجتماعية الأشهر مثل "ماي سبيس" و "لينكد ان" و "فيس بوك". ولم يعد هناك لقب "المرشح الإلكتروني" الذي يتميز دون غيره بالتواجد على الشبكة العنكبوتية بل أصبح الجميع حاضراً ومتفاعلاً ونشيطاً ومنظماً. ويستطيع المرشحون بهذه الطريقة الوصول ليس فقط إلى الأمريكيين داخل الولاياتالمتحدة الذين يستطيعون متابعة الحملات الإنتخابية عبر وسائل أخرى بل أيضاً يستطيعون التواصل مع الأمريكيين في الخارج الذين يحق لهم التصويت عبر سفارات بلادهم في العالم وبصفة أساسية الجنود العسكريين المنتشرين في بقاع مختلفة في العالم.