ما إن اطمأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لنتائج مجهوداته في تحسين صورة بلاده في العالم ورفع عنها ما شابها من تشويه بفعل ما اقدمت إدارة سلفه الرئيس جورج بوش الابن من سياسة ممنهجة لتعذيب المعتقلين في غطار حربه التي عرفت بالخرب على الإرهاب، حتى عاد "أوباما" مجددا ليطرق سياسة الصرامة في التحقيق مع الإرهابيين المفترضين وخصص لذلك فريقا ستكون مهمته التحقيق مع كبار "الإرهابيين" الذين سوف يلقى عليهم القبض مستقبلا. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين بارزين في الإدارة الأمريكية قولهم إن الرئيس الأمريكي باراك اوباما وافق على تشكيل فريق من نخبة المحققين الاستجواب المتهمين الإرهابيين الرئيسيين. ورغم أن الصحيفة الأمريكية قد ارجعت سبب إحداث هذا الفريق من المحققين إلى محاولة أوباما إحداث تجديد في السياسية الأمريكية المتعلقة بالاعتقال والتحقيق، فإن وجود مثل هذا التقرير لا يبعث على الإطمئنان في أوساط الحقوقيين. وقالت الصحيفة إن الفريق الجديد سيضم مجموعة من الخبراء من وكالات استخباراتية ووكالات تعنى بمراقبة تطبيق القوانين. وأضافت أن وحدة المحققين الجديدة سيكون مقرّها في مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي أي" إلا انه سيتم الإشراف عليها ومراقبتها من قبل مجلس الأمن القومي وبالتالي ستنتقل مهمة الإشراف المباشر على الفريق من وكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية إلى البيت الابيض. وأشارت إلى أن أوباما سعى منذ تسلمه السلطة إلى التدقيق والتمحيص في الخطوط العريضة المتعلقة بسياسة الاعتقال والتحقيق وشكل طاقما تنفيذيا لسياستي استجواب ونقل المعتقلين. ونقلت عن أحد المسؤولين قوله إن التكتيكات المقبولة شكلت مسألة "تم التطرّق لها بضقة"، ولفتت إلى أن أوباما كان قد منع عدّة تكتيكات خطيرة كانت إدارة الرئيس السابق جورج بوش قد سمحت بها كطريقة الإغراق مثلا. وأشارت إلى أن الطاقم التنفيذي الذي شكلته إدارة أوباما قد طوّر "برنامج بحث علمي حول طرق الاستجواب" من شأنه ان يعرض تقنيات جديدة ويدرس الموجودة منها. ووفقا لذلك فإن وحدة التحقيق الجديدة ستستخدم مجموعة من أفضل تقنيات الاستجواب وتتشارك فيها مع وكالات أخرى تقوم باستجواب مسجونين. ويقول مراقبون إن لا شيء سيمنع المحققين الجدد من تكرار ما اقدم عليه المحققون من زملائهم السابقين الذين كشفت التقارير عن ارتكابهم لابشع صنوف التعذيب وصلت إلى حد الإيهام بالإعدام، دافعهم إلى ذلك غياب الرقابة والتحصن بأفعالهم في المعتقلات السرية التي منعت عن كل اشكال الرقابة والإعلام. ولفتت الصحيفة إلى أن أعضاء وحدة التحقيق الجديدة سيسمح لهم بالسفر حول العالم من أجل التحدث مع المتهمين وسيدربون على استجواب أناس مطلوبين بشكل رئيسي كزعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن وسيتضمن الفريق ايضا محققين متخصصين لغويين وثقافيين. وقالت إنه يتوقع ان يكون مدير الوحدة هو من اعضاء مكتب "إف بي أي"، وستم اختيار نائبه من وكالات استخباراتية اخرى مثل وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية "أف بي أي". ونقلت عن مسؤول قوله إن "اف بي أي" على الرغم مما تم تداوله مؤخرا عنها حول طرق تعذيبها فإنها ستبقى تلعب "دورا هاما جدا".
