جوبا (السودان) (رويترز) - أعلن جيش جنوب السودان يوم السبت أن رجال قبائل قتلوا 20 شخصا بينهم أحد زعماء قبيلة وأسرته في هجوم على قرية بجنوب السودان في أحدث أعمال عنف بالاراضي المنتجة للنفط. واتهم متحدث باسم الجيش لام أكول وزير الخارجية السابق والزعيم الحالي لحزب سياسي منشق بتسليح المهاجمين من قبيلة الشيلوك التي ينتمي اليها. ونفى أكول الاتهام. وقال الجيش ان رجالا من قبيلة الشيلوك هاجموا قرية بوني تيانج بولاية اعالي النيل صباح يوم الجمعة فقتلوا مدنيين من قبيلة الدينكا. وقال كيول ديم كيول وهو متحدث باسم جيش جنوب السودان ان مقاتلين من قبيلة الدينكا شنوا هجوما انتقاميا على قرية بيول القريبة من بوني تيانج مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص على الاقل. وتشتبك قبائل متناحرة من جنوب السودان منذ سنوات بسبب نزاعات تتعلق عادة بسرقة ماشية وخصومات قديمة لكن العنف تصاعد بشدة العام الحالي. وقالت الاممالمتحدة ان الهجمات قد تضر بالاستعدادات لاول انتخابات متعددة الاحزاب في السودان منذ عشرين عاما والمقرر ان تجري في ابريل نيسان 2010 وقد تؤثر أيضا على أمن المنشات النفطية في المنطقة. واتهم سياسيون من الجنوب حزب المؤتمر الوطني الذي يحكم شمال السودان بمحاولة زعزعة استقرار الجنوب باثارة التناحر القبلي وتسليح القبائل المتناحرة. وينفي حزب المؤتمر الوطني هذا الاتهام. وخاض جنوب السودان حربا استمرت عشرين عاما ضد الشمال انتهت عام 2005 باتفاق سلام أسفر عن تشكيل حكومة جنوبية تتمتع بشكل من أشكال الحكم الذاتي والسماح للجنوب بأن يكون له جيش ووعد باجراء انتخابات يعقبها استفتاء على استقلال الجنوب عام 2011. ويقول محللون ان النخبة الحاكمة في الخرطوم قلقة بشأن امكانية استقلال الجنوب حيث توجد أغلب الاحتياطيات النفطية المؤكدة للسودان. واتهم كيول الشمال بالتآمر مع لام أكول لتسليح المهاجمين من قبيلة الشيلوك وتشجيعهم على الثأر لهجمات سابقة شنتها قبيلة الدينكا. وشكل أكول حزبا جديدا يدعى الحركة الشعبية لتحرير السودان - التغيير الديمقراطي في يونيو حزيران وانشق بذلك عن الحزب الاساسي في الجنوب والمتمرد السابق وهو الحركة الشعبية لتحرير السودان. وقال أكول انه أصيب بخيبة أمل من قيادة حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان والوتيرة البطيئة للتطورات منذ اتفاقية عام 2005. وقال كيول "ظل (لام أكول) كل هذا الوقت يسلح افراد قبيلة الشيلوك للسماح لهم بالانتقام من الدينكا. وهذا اسلوب يشتهر به حزب المؤتمر الوطني .. وهو تسليح السكان المدنيين." وأضاف أن المهاجمين أحرقوا قرية بوني تيانج حتى تمت تسويتها بالارض وقتلوا تون واي أحد زعماء قبيلة الدينكا وزوجتيه وأطفاله الثلاثة. ونفى أكول الاتهامات بتورطه في الامر وقال لرويترز "هذا هراء محض. يريدون تشويه سمعتي والسمعة الطيبة للحركة الشعبية لتحرير السودان - التغيير الديمقراطي."
