قررت مصر البدء فى تطعيم طلاب المرحلة الابتدائية ضد فيروس ايه اتش1ان1 من يوم السبت المقبل، فى خطوة للحفاظ على صحة الطلاب وإعادة الانتظام بالمدارس، بيد أن خبراء الصحة حذروا من التسرع فى هذه الخطوة و ضرورة الانتظار لحين إجراء المزيد من التجارب على اللقاح. اجبر فيروس إيه اتش1 ان1 السلطات الصحية المصرية على اتخاذ إجراء من شأنه استمرار العام الدراسي فى ظل اشتداد حدة المرض وتصاعد حالات الإصابات والوفيات، فقرر المسؤولون عن التعليم و الصحة البدء فى تطعيم طلاب المدارس الابتدائية من مخزون الجرعات المتوفر لدى وزارة الصحة، إلا أن ايلاف رصدت ثمة تخوفات وشكوك بين الاختصاصيين وأولياء الأمور حول أمان اللقاح . " سمعنا إخبار ان اللقاح غير امن ويسبب أثار جانبية ", هكذا أكد وائل المصري موظف بشركة لتقديم الاستشارات الهندسية عن عدم ثقته فى التطعيم، مشيرا "لإيلاف " الى انه لديه طفلان فى المرحلة الابتدائية ولن يوافق على إعطائهما المصل وسيكتب إقرار بذلك فى المدرسة . ويستند وائل فى وجهة نظره على عدم امان اللقاح بقيام بعض الدول بسحه من أسواقها بعض وقت قليل من طرحه،" سمعنا فى احد المرات انه يسبب الشلل، ومرة أخرى انه يسبب السرطان ". وتحبذ الدكتورة عفاف عزت أستاذة الكيمياء الحيوية الانتظار لإجراء المزيد من الاختبارات على اللقاح وعدم التسرع فى تطعيم الطلاب. وقالت فى حديث لها على برنامج على الهواء على قناة الصفوة إن الأمصال المستخدمة فى التطعيم لم تأخذ وقتها فى التجريب بشكل كاف، , مشيرة الى ان إنتاج هذه الكميات التي تقدر بالملايين من اللقاح فى مدة قصيرة لا تتجاوز 3 أشهر يثير علامات استفهام حول جدواها، حيث ان "هذه الفترة غير كافية لتجريب المصل ". بيد أن وزارة الصحة تحاول ازالة هذه التخوفات و الشكوك حول اللقاح، مؤكدة على ان المصل الذي قامت الوزارة بشرائه يختلف عن المصل الذي تم سحبه فى الأسواق . ودأب الدكتور عثمان شاهين المتحدث الرسمي فى تصريحاته على التأكيد ان المصل امن 100% مذكرا بانه تم استخدامه لأكثر من 120 مليون مواطن على مستوى العالم و78 ألف حاج مصري هذا العام دون حدوث أى أعراض جانبية خطيرة. ويتفق الدكتور عبد الهادي مصباح استشاري المناعة على ان اللقاح الذى سيتم استخدامه فى تطعيم الطلاب امن مؤكدا ان اى لقاح له أعراض جانبية بيد ان نسبة الأعراض الجانبية فى لقاح فيروس ايه اتش1ان1 لا تتجاوز 1 الى 2% .وأثنى مصباح فى حديثه الى نفس البرنامج على خطوة تطعيم طلاب المدارس مؤكدا أنها ضرورة فى ظل انتشار الفيروس فى مصر على هذا النحو السريع . وحذر من إمكانية تحور الفيروس فى مصر واندماجه مع أنفلونزا الطيور . وبحسب أخر الأرقام وصل إجمالي الوفيات بسبب الفيروس فى مصر منذ ظهور المرض للآن 129 حالة , ووصل عدد الطلاب المصابين بالفيروس وصل إلى 4142 طالبا بيد ان المسئولين يعتقدون ان هذه الأرقام مطمئنة , وليس هناك ضرورة لإلغاء أو تعليق الموسم الدراسي . ووقد حدد مجلس الوزراء ثلاثة اشتراطات لوقف الدراسة هى تضاعف أعداد المصابين بمتوالية هندسية، وتزايد أعداد المصابين بأمراض فى الجهاز التنفسى نتيجة التقاط الفيروس وتخطى نسبة الوفيات بمصر للمعدل العالمي، وهو ما لم يتحقق بعد، يحسب قول تأكيدات المسؤولين.
