أكدت الباحثة والمبتعثة السعودية بجامعة بوسطن بالولاياتالمتحدةالأمريكية الدكتورة مي بنت عبدالرحمن الحبيب علو كعب المبتعثين السعوديين في السنوات الأخيرة تحديداً بإضافتها المتمثلة في إنجاز طبي عالمي جديد تمثل في بحثها عن عزل الخلايا الجذعية من الأنسجة واستخدامها في تطوير علاج جذور الأسنان، حيث فاز مشروعها البحثي بتقدير الجامعة ودعمها الكامل لهذا المشروع، واختيرت الباحثة السعودية من بين متقدمات قويات وسط أجواء تنافسية عالية. من جهته أوضح عميد كلية طب الأسنان بجامعة بوسطن البروفيسور جيفري هتر أنه ليس عنده أدنى شك في نجاح الدكتورة مي الحبيب في تنفيذ البحث وأن بحثها يحظى بأهمية كبيرة لدى الباحثين في مجال طب أعصاب الأسنان. من جانب آخر قال الأستاذ المشارك والحاصل على البورد الأمريكي في علاج جذور الأسنان رئيس قسم أعصاب الأسنان بجامعة بوسطن المشرف على بحث الدكتورة مي، الدكتور جورج هوانج: "على الرغم من أن الدكتورة مي الحبيب لا تملك الخبرة الطويلة في مجال البحث العلمي إلا أنها تعلمت ذلك بشكل سريع ولافت للنظر". مضيفاً في حديث له نشرته وكالة الأنباء السعودية "واس" أن الدكتورة مي الحبيب من العاملات بجد وذكاء ومهارة وتملك قدرات عالية في التحفيز الذاتي للتعلم والبحث والاكتشاف العلمي، متوقعاً لها مستقبلاً مشرقاً في مجال علم أعصاب الأسنان، ومؤكداً أن الباحثة السعودية تمتلك القدرة الكافية على التميز في إنتاج المزيد من الأبحاث الطبية العالمية. ثورة قادمة في طب الأسنان من جهتها تؤكد الباحثة الدكتورة مي بنت عبدالرحمن الحبيب، وهي معيدة بشعبة أعصاب الأسنان بقسم العلاج التحفظي بكلية طب الأسنان بجامعة الملك عبدالعزيز وطالبة الدراسات العليا في قسم علاج أعصاب الأسنان بكلية طب الأسنان بجامعة بوسطن في الولاياتالمتحدةالأمريكية، أن بحوث طب الأسنان على أبواب اكتشاف جديد باستخدام الخلايا الجذعية، وتعد الخلايا الجذعية (Stem Cells) الخلايا الأم في جسم الإنسان وتتميز عن سائر خلايا الجسم بقدرتها المتناهية على التجدد والتكاثر لتكوين مختلف الأنسجة كأنسجة القلب والعظام والجهاز العصبي. وهناك نوعان من الخلايا الجذعية وهما الخلايا الجنينية والخلايا الجذعية البالغة. وقالت الدكتورة مي الحبيب "يمكن الحصول على الخلايا الجنينية من الأجنة بينما تستخرج الخلايا الجذعية البالغة من نخاع العظم والحبل السري والأسنان من الأطفال والبالغين على حد سواء، وتكمن أهمية هذه الخلايا في دورها الفعال في علاج عدد كبير من الأمراض المستعصية كداء السكري وسرطان الدم كما توجد الخلايا الجذعية البالغة في أسنان الأطفال وضروس العقل، حيث يتم استخراج هذه الخلايا من الأسنان التي ترمى عادة بعد الخلع لتستخدم في ما بعد في ترميم الأجزاء التالفة من الأسنان كالعصب دون الحاجة إلى حشو قناة العصب". وأضافت "إلى جانب استخدام هذه الخلايا في علاج الأسنان تعد الخلايا الجذعية السنية مصدراً غير محدود لترميم أنسجة الجسم الأخرى كالجلد والكبد والكلى، وقد استطاع فريق علمي بجامعة بوسطن أفخر بأن أكون أحد أعضائه ولأول مرة ملأ قناة عصب فارغة بنسيج جديد مكون من العاج والعصب والدورة الدموية داخل السن، ويتم الآن اختبار نجاحها وسلامتها في عدة أبحاث على حيوانات التجارب في جامعة بوسطن الأمريكية قبل تطبيقها على البشر". ولفتت إلى أن هذا الاكتشاف سوف يحدث ثورة وتطوراً في مجال طب الأسنان، وفي القريب العاجل وبمجرد اكتماله قد يحل مكان العلاج التقليدي لأعصاب الأسنان، ومن الآن وصاعداً لن نتجاهل ضروس العقل وأسنان الأطفال بعد الخلع وسنقوم بالتأكيد على الحفاظ عليها لنستخدمها لاحقاً في علاج الأسنان ومختلف الأمراض المستعصية. يُذكر أنه من خلال المنافسات السنوية للبحوث العلمية المقدمة للجمعية الأمريكية لأطباء علاج أعصاب الأسنان لعام 2010 فاز مشروع بحث الدكتورة مي الحبيب بأعلى دعم مادي يمنح لطالبة دكتوراه في تاريخ الجمعية التي مقرها مدينة شيكاغو في ولاية الينوي الأمريكية، وبعد إكمال البحث ستقوم الدكتورة مي الحبيب بتقديم وعرض نتائج بحثها في المؤتمر العلمي السنوي للجمعية، كما سيتم نشره في المجلة العلمية لعلاج أعصاب الأسنان التي تعد أحد المراجع الرئيسية في هذا المجال.