حين أرسل طبيب سعودي غير معروف رسالة من اليابان عبر البريد الإلكتروني، إلى مدير قناة العربية، متحدثاً عن فتح طبي جديد، واكتشاف لا بد أن يعرف عنه العالم، عاد إليه الرد بأن يرسل تفاصيل أكبر عن البحث والاكتشاف الذي يتحدث عنه، وأي صور أو تفاصيل مبسطة يمكن فهمها. لكن الصحفية سارة الدندراوي رأت شيئاً مختلفاً هذه المرة، وتناولت الرسالة التالية بعناية، إذ احتوت على تسجيل فيديو مثير للاهتمام، هي عبارة عن تسجيل لنسيج حي ينبض. يحكي صاحب الرسالة أن هذه خلايا جذعية جديدة، نمت خارج الجسم، بعد أخذ عينة صغيرة من الجلد البشري بكل بساطة، وهنا فهمت سارة أهمية الاكتشاف لتصف القصة لمدير القناة الذي وجهها بسرعة لملاحقة القصة إلى اليابان. في غضون أيام قلائل حصلت سارة على التأشيرة اليابانية وحملت حقيبتها، وقادت فريقها إلى العاصمة العلمية اليابانية "أوساكا". وفي جامعتها التقت سارة رئيس الفريق الذي وصل إلى الاكتشاف "البروفيسور ساواء" والذي يعمل معه طبيب سعودي غير معروف في ذلك الحين، الدكتور صفوق الشمري والذي شرح ل"قناة العربية" قصة الاكتشاف الذي سيغير وجه الطب في العالم. لم تخف سارة حماسها لهذه القصة كسبق صحفي، إذ كانت "العربية" أول قناة تعمل تقريراً عن هذا الاكتشاف الذي قدمته اليابان للعالم بفريق طبي عالمي، وكانت تقف أمام الكاميرا مقدمة قصة الاكتشاف إلى العالم العربي، وليصبح بعدها العالم السعودي الدكتور صفوق الشمري بطلاً شعبياً التفت إليه الإعلام السعودي. أما سارة الدندراوي الصحافية التي درست الإعلام في كلية بوسطن الأميركية، لتنتقل بعدها إلى لندن في مرحلة الماجستير وتحصل عليها من كلية لندن لدراسات السياسة والاقتصاد، لتبدأ بعد ذلك مسيرتها الصحافية مع قناة العربية قبل خمس سنوات. بدأت محررة في غرفة الأخبار في النشرات اليومية لتبدع بعدها في التقارير العلمية والصحية. تحكي سارة قصة توجهها إلى الإعلام، وكيف أغرمت بالصحافة في سن مبكرة. فوالدها الكاتب الصحافي محمد صلاح الدين يكتب عموداً دورياً في صحيفة "المدينة" السعودية، وكيف استطاعت خلال سنواتها الخمس في الصحافة أن تحجز موقعاً متقدماً في عملها، ويكون لها برنامج صحي شهري اسمه "دليل العافية"، تقدم فيه المعلومات العلمية المعقدة بأبسط صورة ممكنة، ليتمكن مشاهدو البرنامج من التمتع بالمعلومات المهمة بأسلوب صحفي شيق. ونجحت مع فريقها في "دليل العافية" لتقدم برنامجاً يحمل نكهة خفيفة على المشاهدين، بعيداً عن الصورة النمطية للبرامج العلمية والصحية.
