أكدت صحيفة "التايمز" البريطانية أن ما أطلقت عليهم "مجرمي الإنترنت" هاجموا مواقع حكومية بريطانية هامة جدا وسرية. وهناك شكوك أن قراصنة كمبيوتر من شرق أوروبا هم الذين قاموا بوضع فيروس "آسبروكس" على أكثر من ألف موقع بريطاني على الإنترنت بما فيها تلك المواقع التي تديرها هيئة الخدمات الصحية البريطانية والمجلس المحلي وذلك خلال الأسبوعين الماضيين. وقال الخبراء أن هذا الفيروس ينتشر من خلال الرسائل الإلكترونية المجهولة والمواقع غير المعروفة، وقد بدأ بالفعل في الانتشار على نطاق يثير القلق في العالم . وعلى العكس من الفيروسات الأخرى، فإن فيروس آسبيروكس يستقر (كامنًا) على كثير من المواقع دون اكتشافه، ويقوم الفيروس بتحميل نفسه آليا على جهاز كمبيوتر الشخص الزائر للموقع مما يسمح لقرصان الكمبيوتر بالدخول والحصول على المعلومات المالية أو غيرها من المعلومات الخاصة بهذا الشخص أو تلك المؤسسات، وليس معروفا كيف أصيبت أجهزة العديد من الأشخاص بهذا الفيروس، ولكن يقدر خبراء الأمن بأنه أصاب حوالي اثنين مليون جهاز كمبيوتر في العالم حتى الآن على الأقل. وقال مسؤول جرائم الكمبيوتر التابعة لشرطة العاصمة البريطانية، بأن هناك تزايدا مذهلا في معدلات الإصابة بهذا الفيروس. كما أضاف: إن هذا الفيروس يوضع عادة على صفحات الوظائف الخاصة بالمجلس المحلي. ولكن الجديد في هذا الشيء أن نجده على المواقع الرئيسية ويصيب زائريها. وقد تم اكتشافه بعد أن وجد أشخاص أن هناك نقودا قد أخذت من حساباتهم في البنوك أو أن هناك من ينتحل شخصياتهم. حيث قال مهندس من جنوبلندن، أنه تم سحب مبلغ 560 جنيه إسترليني من حسابه في البنك خلال هذا الشهر. وبعد أن أبلغ عن السرقة، قام بتحميل برنامج مضاد للفيروسات والذي حدد الفيروس الموجود على جهازه ، وهو فيروس SQL وهي تقنية تعمل بالتلاؤم مع فيروس آسبيروكس. وقد قال بن تيلور بأنه يتصفح الإنترنت مرتين فقط في الأسبوع ولا يشاهد أي شيء قد يكون سبب في اختراق جهازه. وقال بأنه لم يكن يتوقع أن هناك شخص مجرم يسيطر ويتحكم في جهاز الكمبيوتر الخاص به. ولكنه قد تخلص منه الآن. وفي الأسبوع الماضي، أصاب فيروس آسبيروكس موقع هيئة الصحة الوطنية في نورفوك والذي يستخدمه آلاف الأشخاص يوميا. كما كان موقع مجلس هاكني واحدا من 12 موقعا للمجالس المحلية التي أصيبت أيضا، مما يعني أن أي شخص يدخل إلى تلك المواقع من أجل دفع قيمة تذكرة انتظار السيارة أو الضرائب سيكون معرضا لخطر الإصابة بهذا الفيروس. و قال يوفال إيزاك، المسؤول الفني في واحدة من شركات تأمين الإنترنت، والتي عرضت معلومات عن النمو المتزايد لفيروس آسبيروكس في العالم: إن هذا الفيروس يمثل تهديدا خطيرا جدا. فمنذ خمس سنوات مضت كان يمكن للشخص أن يعرف أن جهاز الكمبيوتر الخاص به قد أصيب بفيروس أم لا، ولكن هذه الأيام لا يمكن تحديد هل الجهاز مصاب أم لا. وهذا ما يريده بالضبط قراصنة الكمبيوتر حيث يساعدهم ذلك على إحكام السيطرة على أجهزة الكمبيوتر المصابة. وبمجرد أن يتم تحميل هذا الفيروس على جهاز الكمبيوتر، يصبح في مقدور الهاكر أن يسرق الملفات ورسائل البريد الإلكتروني وكلمات المرور. كما يمكن أن يقوم بإصابة أجهزة الكمبيوتر الأخرى والهجوم على الشركات ومواقع الحكومة. ومن المؤسف أن نصف البرامج المضادة للفيروسات فقط هي التي يمكنها أن تكتشف فيروس آسبيروكس كما يقول الخبراء، ففي الولاياتالمتحدة، قد نجح هذا الفيروس في اختراق المواقع الحيوية التابعة لموقع سوني للألعاب وموقع مدينة سان فرانسيسكو وغيرها من المواقع الحكومية والتجارية، وقال المتحدث الرسمي لشركة آباكس، وهي شركة مالية: هناك مسؤولية على أصحاب المواقع لتأمين ووضع برامج حماية كافية تمنع أولئك المجرمين من الدخول إلى مواقعهم بسهولة. بالإضافة إلى تجنب مستخدمي المواقع أ ن يقوموا بتحميل أية مواد فنية أو الوقوع في شرك مشابه لتلك الأشياء، وهذا يقلل من فرصة أولئك المجرمين من إصابة أجهزة الكمبيوتر بهذا الفيروس. وقد تزايدت الخسارة التي تحدث نتيجة احتيال قراصنة الكمبيوتر وسرقتهم للمعلومات الشخصية للأشخاص باستخدام الفيروسات، بنسبة 37 بالمائة مع وجود فقد في الكروت الائتمانية الصادرة في بريطانيا يصل إلى 144 مليون جنيه إسترليني مقارنة بمبلغ 100 مليون جنيه إسترليني عام 2000 .