تجمعت حشود هائلة بصخب في نوفوسيبيرسك (سيبيريا) الجمعة لرؤية كسوف الشمس فيما شاهده ايضا العديد من الصينيين الذين يعتبرونه نذير شؤم على غرار كثيرين في كندا والنروج ومنغوليا. وقد تسببت هذه الظاهرة الشمسية التي امكن مشاهدتها ايضا في غرونلاند بفورة سياحية صغيرة في مناطق سيبيريا التي اجتاحتها للمناسبة اعداد لا تحصى من الفضوليين بالرغم من اسعار الفنادق التي وصفتها وسائل الاعلام الروسية بانها "باهظة" فعلا. وبثت محطات التلفزيون مشاهد حشود المتنزهين وبينهم نحو عشرة الاف زائر في ضمنهم اجانب يصطفون على ضفاف نهر اوب الذي يمر في نوفوسيبيرسك غرب سيبيريا. وروى احدهم "ذلك مخيف. غمرت الظلمة كل شيء وبدأت الريح تعصف". واختار اكثر من الف شخص اخرين مدينة ناديم الواقعة تحت الدائرة القطبية في الشمال الروسي الكبير حيث من الممكن مشاهدة الظاهرة لوقت اطول. وفي المناطق الشمالية في الصين تجمع الاف الاشخاص لمشاهدة الكسوف قبل اسبوع من الالعاب الاولمبية. فاحتشد نحو عشرة الاف في ييو البلدة الصغيرة على بعد 500 كلم الى شرق اورومكي كبرى مدن اقليم شينجانغ (شمال غرب). ومن المفترض رؤية الكسوف باكمله خلال دقيقتين كحد اقصى على طول 10200 كلم يمتد من شمال شرق كندا الى شمال غرب غرونلاند ثم في المحيط المتجمد الشمالي وفي شمال سيبيريا وغرب منغوليا قبل انتهاء الحدث بعد ساعتين في شمال الصين عند الساعة 1120 بتوقيت غرينتش. وحذر بعض المنجمين من ان الظاهرة يمكن ان تحدث اضطرابا في الالعاب الاولمبية في بكين الامر الذي ترفضه السلطات. وفي النروج حيث لم يشاهد الكسوف بكامله منذ العام 1954 حجب نور الشمس كليا لمدة دقيقة ونصف غرق خلالها شمال شرق الارخبيل سفالبارد (سبيتزبيرغ) في المحيط المتجمد الشمالي غير المكتظ بالسكان في الظلام. وقال سيغموند اندرسن الذي يعمل مرشدا سياحيا في لوغيربين كبرى مدن المنطقة "كان يوما مشمسا اليوم مع حرارة بلغت 19 درجة مئوية لكن خلال نحو عشرين دقيقة اشتدت برودة الطقس لتصل الحرارة الى 10 درجات مئوية". واضاف "عندما تحدث امور نادرة (كهذه الظاهرة) يتولد لدينا شعور بان امرا ما غير طبيعي سيحصل". وذكرت وكالة الانباء ان تي بي ان نحو مئتي شخص من اصل تعداد سكان الارخبيل الذي لا يتعدى الالفين تجمعوا امام جامعة لوغيربيين لمشاهدة الظاهرة. وحرص الجيش الروسي من جهته على الطمأنة مؤكدا رسميا ان الكسوف لا يمكن ان يمنع عمل "انظمة مراقبة الصواريخ الاستراتيجية".