فشل المنتخب العراقي في استمرار رحلة دفاعه على لقب بطولة الأمم الأسيوية، بعدما سقط أمام أستراليا بهدف نظيف سجله هاري كيويل في الدقيقة الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني، في مباراة ماراثونية انتهى وقتها الأصلي بالتعادل السلبي، ضمن منافسات ربع النهائي يوم السبت على استاد جاسم بن حمد بنادي السد. جاءت المباراة حماسية ومثيرة، اقتسم فيها الفريقان السيطرة على مجريات اللعب خلال شوطي المباراة؛ لكن دون أن ينجح أي من الفريقين في ترجمة الفرص التي سنحت له إلى لغة الأهداف، ليتم اللجوء إلى وقت إضافي على شوطين. وقبل نهاية الشوط الإضافي الثاني بدقيقتين خطف هاري كيويل هدف الفوز للفريق الأسترالي من ضربة رأسية إثر تمريره متقنة من مات مكاي ليعبر بمنتخب بلاده إلى المربع الذهبي للبطولة. وبتلك النتيجة، خرجت جميع الفرق العربية من بطولة كأس أسيا، حيث سبق وشهدت البطولة خروج منتخبات: السعودية، الإمارات، الكويت، البحرين، سوريا، قطر، والأردن. بدأت المباراة بضغط هجومي من جانب المنتخب الأسترالي الذي حاول تسجيل هدف مبكر يسهل من مهمة الفريق نحو تحقيق الفوز، في الوقت الذي تكتل فيه الفريق العراقي في الدفاع لحماية مرمى محمد كاصد كاظم. جاءت أول فرصة حقيقية للفريق العراقي بعد مرور ربع ساعة بعد أن أرسل هوار ملا محمد كرة عرضية من الناحية اليمنى داخل منطقة الجزاء ليشتتها الدفاع الأسترالي إلى ضربة ركنية قبل أن تصل الكرة إلى رأس يونس محمود. وكاد المنتخب العراقي يربح هدفًا بنيران صديقة عندما شن هوار مشوارًا مارثونيًّا من الجبهة اليسرى، قبل أن يسدد كرة قوية اصطدمت بقدم مدافع أستراليا، وكادت تسكن شباك فريقه؛ لكن الكرة خرجت في النهاية إلى ضربة ركنية. وارتكب المدافع العراقي سامال سعيد خطأ فادحًا عندما أرجع الكرة برأسه ضعيفة إلى حارس فريقه لينقض بريت هولمان على الكرة، وينفرد بالمرمى؛ لكن تسديدته القوية مرت عالية من فوق الشباك لحظة خروج كاصد. وبعد مرور نصف الساعة من زمن المباراة، تخلى أسود الرافدين عن التكتل الدفاعي، وبدءوا في تطبيق سياسة الاندفاع الهجومي، مما أحدث ارتباكًا كبيرًا أمام مرمى الحارس الأسترالي مارك شوارزر. وكاد تيم كاهيل يفتتح التسجيل للفريق الأسترالي في الدقيقة ال(37)؛ لكن تسديدته الرأسية مرت بالكاد بجوار القائم. وأنقذ محمد كاصد المرمى العراقي من هدف محقق قبل أربع دقائق من نهاية الشوط الأول؛ بعد أن انفرد به مات مكاي وسدد كرة قوية تصدى لها كاصد ببراعة. وأهدر هاري كيويل فرصة هدف مؤكد للفريق الأسترالي بعد أن مر بغرابة من رحيمة، وانفرد بمرمى كاصد قبل أن يسدد كرة قوية مرت بالكاد فوق العارضة. واقتسم الفريقان السيطرة على مجريات اللعب في الدقائق العشرة الأولى من الشوط الثاني، مع ميل الأفضلية بعض الشيء لصالح الفريق الأسترالي. وأنقذ كاصد المرمى العراقي من هدف مؤكد؛ إثر قذيفة صاروخية من خارج منطقة الجزاء، نفذها ميلي جديناك؛ لكن كاصد تعامل مع الموقف بثبات. وكاد كيويل يسجل هدفًا مباغتًا للفريق الأسترالي؛ لكن رحيمة أبعد الكرة إلى ضربة ركنية في الوقت المناسب. وواصل كاصد تألقه في الدفاع عن عرينه، وتصدى لضربة رأس صاروخية من ميلي جديناك. ومرت الدقائق الأخيرة من عمر الشوط الثاني دون أن ينجح أي من الفريقين في هز الشباك؛ ليتم اللجوء إلى وقت إضافي على شوطين. وبعد مرور سبع دقائق من الشوط الإضافي الأول كاد الفريق الأسترالي يسجل هدفًا رائعًا، عندما سدد ساسا أوجنينوفسكي كرة خلفية مزدوجة من داخل منطقة الجزاء؛ لكن جديناك حاول أن يكمل الكرة برأسه داخل الشباك؛ لكنه سددها فوق العارضة؛ لتضيع فرصة خطيرة للكنجرو الأسترالي. وكاد علاء عبد الزهرة يخطف هدفًا قاتلاً للفريق العراقي في الدقيقة ال(101)؛ لكن لوكاس نيل تدخل في الوقت المناسب. وأهدر البديل سكوت مكدونالد فرصة هدف محقق في الثواني الأخيرة من الشوط الإضافي الأول؛ بعد أن مرت تسديدته الرأسية بجوار القائم مباشرة. وفي بداية الشوط الإضافي الثاني رفض مصطفى كريم هدية علاء عبد الزهرة، وفشل في التسجيل، وهو على بعد يارادات قليلة من المرمى، قبل أن يطلق نشأت أكرم قذيفة صاروخية مرت مباشرة بجوار القائم. وخطف هاري كيويل هدف الفوز القاتل للمنتخب الأسترالي من ضربة رأسية مستغلاً تمريرة في العمق من زميله مات مكاي؛ ليصعد ببلاده إلى المربع الذهبي لكأس أسيا.
