أطلقت جهات يهودية عالمية اليوم قناة فضائية ببروكسل أسمتها "جويش نيوز 1" يعتبرها أصحابها الرد المناسب على شبكة الجزيرة، لكن مراقبين شككوا في جدوى هذه القناة وقدرتها على منافسة الجزيرة. ويأمل القيّمون على الفضائية الجديدة أن تنافس القنوات الإخبارية العالمية مثل "سي أن أن" و"فوكس نيوز" لكنهم يرون أن مهمتها الجوهرية الردّ على شبكة الجزيرة التي ولدت قبل 15 عاما في قطر واحتلت قلوب عشرات الملايين من المشاهدين العرب. ويقول مدير المكتب المركزي في بروكسل ألكساندر زنزار إن القناة اليهودية ستبث نشرات إخبارية طازجة ومتوازنة من إسرائيل والعالم على مدار الساعة ولهذا الغرض أنشأت مكاتب مركزية لها في تل أبيب وبروكسل وكييف وقريبا ستفتتح مكاتب أخرى في واشنطن وباريس ولندن. القناة وأوضح زنزار للجزيرة نت أن الفضائية ستبث بالإنجليزية بداية على أن تبدأ خلال العام القادم البث بالعبرية والفرنسية والإيطالية والروسية والألمانية أيضا. ويلفت زنزار إلى أن المواد الإخبارية في "جويش نيوز 1" ستشمل السياسة والاقتصاد والثقافة والتربية مع التشديد على المضامين اليهودية من وجهة نظر علمانية ثقافية، مشيرا إلى أن القضايا المتعلقة بإسرائيل ستحصل على حصة الأسد من التغطية. وألمح زنزار إلى أن الفضائية ستتمتع بحرية صحفية كاملة دون التأثر بأي جهة سياسية أو دينية، وتابع "سنوجه النقد للسياسيين وبالمقابل سنبذل جهدا كبيرا لبث مواد إيجابية عن إسرائيل ويهود العالم". وتتبع الفضائية الجديدة لثريين يهوديين من أوكرانيا هما إيغور كولوميسكي وفاديم ربينوفتش اللذان يشغلان على التوالي منصب رئيس ونائب رئيس منظمة "الاتحاد اليهودي الأوروبي". وعلى خلاف ما نشر في إسرائيل يشير زنزار إلى أن "جويش نيوز 1" ترى ذاتها محطة جديدة تأسست لتقديم وجهة نظر مغايرة عن أحداث العالم وأنها ليست ردا مباشرا على الجزيرة. الترويج لإسرائيل ويرى البروفسور مصطفى كبها المحاضر الجامعي في الإعلام والتاريخ أن القناة ستكون بوقا دعائيا لا وسيلة إعلام حقيقية. ولفت كبها إلى أن الأهداف المعلنة تثير الانتباه بسبب غياب البث بالعربية مما يعني أن هناك موقفا سلبيا من الجمهور العربي والاهتمام بجماهير أخرى بغية استعدائها على العرب. وقال كبها إن الفضائية اليهودية العالمية تدعي أنها ستسعى للموضوعية والنقل الموضوعي للحدث، لكنها تعترف من جهة أخرى بأنها تخص شعبا دون غيره والتأكيد على أخبار الشعب اليهودي وهو ما يعني أنها لا تسعى للأممية وبالتالي لا يمكنها منافسة الجزيرة وإنما ستكون بوقا إعلاميا موجها للغرب وينطق بلغاته. من جانبه شكك رئيس كلية الصحافة والاتصال في جامعة حيفا البروفسور غابي فايمان في نجاح هذه القناة الموالية لإسرائيل وذكر بفشل مشاريع أميركية مشابهة مثل الحرة وإذاعة سوا. وقال فيمان "من الصعب جدا منافسة الجزيرة القطرية لأن المنافسة لن تتأتى إلا من الداخل ومن خلال قناة عربية لا شبكة أجنبية استعلائية تخدم مصالح سياسية". وأوضح أن المساعي الدعائية التي تبذلها إسرائيل في العالم غير مجدية في ظل أدائها السياسي السيئ لأنها تشبه "تحلية البحر الميت المالح بملعقة سكر". نتنياهو نفس الطرح يذهب إليه عضو الكنيست الإسرائيلي دوف حنين الذي يؤكد أن الهدف ليس إعلاميا بل دعائيا وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يقف خلف المشروع مستغلا علاقاته الجيدة مع أثرياء اليهود في العالم. وقال حنين للجزيرة نت إن نتنياهو يواصل محاولاته للسيطرة على الإعلام في إسرائيل وخارجها لتسويق مواقفه السياسية والأيديولوجية مشيرا إلى أن نتنياهو أسس قبل ثلاثة أعوام صحيفة "إسرائيل اليوم" الموالية له وهذا الأسبوع عين أحد المقربين منه وهو يوني مناحيم مديرا عاما لسلطة الإذاعة والتلفزيون. وشّكك حنين في جدوى المشروع على المدى البعيد مؤكدا أنه من غير الممكن الكذب على كل الناس كل الوقت لأن الجمهور سيطلع على الحقيقة في نهاية المطاف.